فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

nostalgia..



كنت أمشى فى نفس المكان..أنظر إلى نفس السماء..تبدو بنفس البعد..رائحة الأشخاص ما تزال فى عقلى..أكاد أرى تلك الذكريات كأنها تحدث أمامى…أتذكر تفاصيلها الدقيقة أتذكر ما شعرت به وقتها..أصعب ما فى الذكريات أنها لها القدة على أن تموت و تحيى بنفس القوة..فتعيش نفس الشعور مرارا و تكرارا و كأنها سلسلة لا تنتهى..و فى كل مرة يزداد فهمك ( أو جهلك) لطبيعة ذلك الأمر..ظننت أن النوستالجيا هى حنين للمكان..و لكنى أيقنت أنها حنين لما حدث فى ذلك المكان..لا تظن أن الحدث ينتهى بعد حدوثه..إنما تحتفظ الأماكن بخاصية (بلاى باك) للأحداث..

أصعب الذكريات هى الذكريات التى يحرم عليك أن تتذكرها..فهى لم تعد ذات جدوى..حكمت الظروف أن نتناساها..نتعامل و كأنما لم تحدث أبدا..تواطىء القلب مع تلك الظروف يقينا منه أن تلك الذكريات سوف تؤلمه فى كل مرة يتذكرها و حتى تلك التنهيدة الحزينة ليست من حقه..ففى تلك الذكرى بالذات لا يوجد السؤال ( ليتها تعود)!!

أحيانا يشترك أكثر من شخص فى تلك اللعبة..فيتفقوا اتفاق غير معلن..غير لفظى على لفظ تلك الذكرى من عقولهم و كأنها لم تكن..رغم أن كل منهم مازال يشعر بها..يراها..و لكن سوف يتعامل الجميع كأن لم تحدث..!
يوما بعد يوم سيظن عقلك أو عقولهم أنها حقا اندثرت أو اختفت…معلن بذلك انتصاره على قلبه..و لا يعرف أن العقول و إن كانت تنسى فالـ(نوستالجيا) دائما ما توقع القلوب فى شركها..معيدة بذلك أحداث ظننت أنها لم تحدث حقا من كثرة تجاهلك لها..كأن قلبك كان يتجاهلها عمدا..و كلما اقترب منها التفكيرظهر ذلك الصوت الذى يقول..كأنها لم تحدث حقا..فتظهر أمام الجميع..متماسكا..سعيدا فى أشد مواقف حياتك إيلاما..فلكى تخدع الناس عليك أن تخدع نفسك أولا..و إن صدقك االناس..فإن نفسك سوف تخذلك عند أول نسمة من الماضى (نوستالجيا)!!

فلتكن ممتن أن بعض الذكريات تحولت من ذكريات (مؤلمة) إلى مجرد ذكريات (حزينة)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق