فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

farewell...



سوف أودّع ذلك البحر و تلك السماء..و سوف أودع فيهما ذكرياتى فى ذلك المكان..و أحفظها..لأتذكرها..أو ربما أتجاهلها كغيرها من الذكريات التى أتناساها حتى لا تشعرنى بذلك الحنين..

شهدت تلك السماء ما لم أحكه لأحد..تابعت فيها حياتى و أنا أرصد النجوم و صورة القمر..بعض الأماكن تمتلك طاقة غريبة..تفرض عليك شعورا معين حين تدخلها..طاقة لناس عاشوا بها..طاقة لأبواب فتحت لك فيها..صور لأشخاص غير مرئية تعلقت بذاكرتك فغطيتها بستار لا يلبث أن ينكشف لحظة دخولك ذلك المكان..


اليوم على أن أودع كل ذلك..لأنه قيل لى أنه على أن أنضج سريعا..و أن أرحل على ذلك القطار الذى يحملنا للمستقبل و لا يوجد متسع من الوقت للوداع..و لا متسع من المكان لذكرياتى..فهى,كما يقولون,تثقلنى و تبقينى هنا...

لا أعرف ماذا أفعل..اعلى أختار بعضها و أترك الباقى؟؟..و لكن ذلك سيشعرنى بالحنين...فى ذلك المكان فقط عرفت الفرق بين الشوق و الحنين...عرفت الحب هادىء و عميق..عرفت الحزن عذبا و الفرح لحنا..تعلمت الحياة..فأصبح ذلك المكان جزء من كلى..كل جوانبه أعرفها..و أسراره أقرأها..و تحدثنى أرواح من تركوا ذكراهم هناك..اسمع بكاءها..

سوف أترك حياة كاملة عشتها فى أيام..و أياما عشت فيها سنين..و شعوراا يتملكنى أنى لن أمر بذلك مرة أخرى..هل لى أن أختار أن أبقى هنا و أترك ذلك القطار؟؟..قالوا لى أن أحدا لم يفعل ذلك من قبل..فلعل عواقبه مخيفة..و لكن أيوجد ما هو مخيف أكثر من خوفى هذا؟؟..أكثر من شعورى أنى ما أن أمشى سوف يبنى بينى و بين قلبى سور..و لن أعود..و إن عدت سوف أعود غريبة..و ذكرياتى التى سأخذها ستبكينى..و التى سأتركها ستندثر بين ذكريات أناس أخرين..و سوف ينسانى ذلك البحر..و لن تتعرف على تلك السماء...و ربما سيتهمونى بالخيانة..لا سبيل لى للدفاع عن نفسى حينها..

و إن بقيت فى مكانى...أيبقى كما أذكره؟؟..أم يوحشنى فأتمنى لو رحلت عته..و تبقى فى نفسى ذكرى حزينة...

لا سبيل لى للاختيار..اللهم دبر لى فإنى لا أحسن التدبير..
Waiting is painful. Forgetting is painful. But not knowing which to do is the worse kind of suffering.

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

الصحراء..



انجذبت دائما إلأى كل القصص التى تدور أحداثها فى الصحراء..يحيط بها الكثير من الغموض..كلما قرأت عنها بقى فى نفسك ذلك الأثر الذى يجعلك تشتاق إلى الصحراء..و كأنها مكانك الطبيعى..أو أن كل مشاكلك و همومك سوف تنتهى بمجرد أن تطأ قدماك رمالا صفراء فى أرض بعيدة..

فالحكماء يسكنون الصحراء..و لأ أعرف أتأتى حكمتهم من عدم اختلاطهم بالناس؟!..هل طبقوا هم تلك الحكمة؟؟..أم أنه من الحكمة الابتعاد عن الناس؟؟!!..أم أنهم أخذوا كفايتهم فاتجهوا إلى الصحراء ليعيدوا التفكير فيما مضى من حياتهم و يضعوا أساس لتلك الحكمة...

غريبة أقوال الحكماء..أحيانا حين أسمعها أجدها أقرب أن تكون كلمات جميلة منها نصائح..كلمات تبهرك لأنك تعرفها..و لكنك لا تواجه بها نفسك!!..

يكون الحكيم فى الأأغلب شيخ كبير..أهمته الحياة فحين انعزل عن الناس ظهرت حكمته..يتحدث فى جمل قصيرة..لا يكون واضحا دائما..ربما لأن كثرة انعزاله عن الناس أنسته الكلام؟؟!..أو ربما مثلما يقولون..هو فقط يعطيك الإشارات لتكمل أنت و تكتشف ما عليك معرفته بنفسك..

و لكن غموض الصحراء ليس هو سر انجذابى لها..ففى بعض القصص يذهب البعض إلى كواكب أخرى..و ما إلى ذلك من الأماكن..و لكن للصحراء تأثير أخر...و أنت تقرأززتترك الصفحات و تجدك شارد الذهن تفكر فى ذلك المكان الخالى تماما إلأا من بعض الأاشخاص..فى الأغلب لن يكون عليك التعامل معهم..تشعر بالحر و لا ي}ذيك..و لا ينفرك منها..تتخيل الرمال و العواصف و مازلت تجدها المكان الأأنسب لتجد فيه نفسك..!

يوقلون دائما أن الصحراء تحفها المخاطر..لا أذكر ذلك فى الأغلب..ارتددت إلأى طفولتى لأعرف ماذا عنت لى الصحراء حينها..مجرد مكان موحش لنه أصفر..و لكنى لا أذكر أنى كنت أخاف منها سوى من وحدتها..

كبرت فأصبحت الوحدة هى مبتغايا لأجد نفسى..كأنى لأجد نفسى على أن أفقد الأخرين..ألأا يوجد فى تلك الحياة ما هو وسط؟؟..أتحدث إلى نفسى كثيرا..أتعرف عليها يوما فيوما فأعرفها..و لكن كلما ازداد الود بيننا وجدتنا تائهين..أنا و نفسى..و لماذا أصر على أن بداخلى نفس أخرى؟؟!!عندها الإجابات..؟؟أهو مجرد اسقاط أخر على مجهول لأقول أن الإجابة موجودة فى مكان ما و سوف تنكشف لى يوما؟؟!!..غريب هذا الكلام حين أسمعه من نفسى!!

أعيى الجميع البحث و التفكير..فى سبب الحياة..فلم يعرفه أحد..من عقلاء و مجانين..من عظماء و مغمورين...ألم يخطر فى بال أحدهم أنه ربما ليس مقدر لنا أن نعرف سبب الحباة؟؟..ربما فى الحياة أشياء أخرى نفكر فيها؟؟!..ربما يفترض بنا أن نعيشها و بالود نفهمها؟؟!!..ماذا سيفيدنا إن فهمناها؟؟هل سيزيد ذلك من سهولة العيش؟؟...تكشف الحياة سرها لكل منا فى لحظات..فتراها سهلة بسيطة ثم تزداد تعقيدا ثم تراها سهلة مرة أخرى..

ربما انجذابنا للصحراء لأنها تشعرنا بألأمان النسبى حيثما كنا و نحن نقرأ هنها؟؟!..ربما تجذبنا لأنها وسيلة لكبح جماح النفس..فماذا ستطلب إن لم يكن هناك ما تطلبه؟؟..أو أنها تحول دون دخول لأى من المؤثرات إلأى عقولنا فتتتيح لها الفرصة لتخرج ما بها؟؟!!

أصبح الجميع مثلى..يخيل إلى أحيانا أن كل الناس متشابهين بينهم و بين أنفسهم!!..أصبحوا مثلى..يفكرون فى الماضى و يحاولن فهمه مستميتين..و يخافون من المستقبل..لا لأنه مجهول,فذلك يحمل فى معناه فرص متساوية بين أن يكون أحسن أو أسوأ,و لكن يخافون أن يكون تكرارا لما هو معروف..تكرارا للماضى..

إذا ذهبت للصحراء..و استمتعت بمشاهدة النجوم ظاهرة فى السماء قريبة أكاد ألمسها..و لمست بيدى الرمال الناعمة الباردة..هل يريحنى ذلك؟؟أم أنها مجرد هروب من نفسى..أو هروب إلأى نفسى؟؟..و إن تركت مكانى هل سأترك أفكارى و ذكرياتى؟؟و هل بالتناسى ينسى المرأ؟


i was born to be a sailor..the desert is my sea..and the sea is me..

http://www.youtube.com/watch?v=a4lQGn5S8Xw&feature=related

ابتسامة..



أول ما تلاحظه فيه..ابتسامته..هى أول ما يلفت انتباهك فى أول لقء..و هى ما يتردد فى ذهنك حين تذكره..أحبها كثيرا..أتأملها دون أن يعرف..أتأملها حتى فى صوره..أصبحت أميز معانيها..فأعرف متى تكون حقيقية و متى تكون مستعارة..

حين يبتسم يشرق وجهه..كل الناس فى ابتسامها تنفرج شفاهم..أما هو فيضم شفاه..فتشبه ابتسامه طفل صغير..و يفتحهم قليلا..فتظهر بعض أسانه..بيضاء بها قليل من الابنعاج..أسنانه ليست شديدة البياض..و إنها تشوبها صفرة خفيفة يجعلها تبدو طبيعية و مريحة.....فما أن يبتسم حتى تنسى كل ما كان يقوله من كلام يبدو عاقلا و حكيما..

إذا ابتسمت ظهر ذلك البريق فى عينيه..و يبقى قليلا قبل أن يختفى..تتغير معالم وجهه تماما..إذا نظرت إليه ظننت أنه لم يحمل هما أبدا..يصبح كطفل برىء يداعبك ليحصل على شىء منك..و حين تعطيه ذلك الشىء يبتسم تلك الابتسامة..تنكمش كل ملامحه فتصبح دقيقة..و تنفتح عينيه بما جد عليها من بريق,لا أعرف إن كان موجودا من قبل و لكنه مغطى بسحابة من الهم و ظهر حين اختفت تلك السحاية مع ظهور أول خط لأسنانه البيضاء..ترى فى عينيه ما لم تكن تراه من قبل..

يضحك فيضحك كل مل حواه..أو يخيل إلى أن كل ما حولنا يشاركه تلك السعادة..و لا أسمع حينها سوى ذلك الصوت الخافت الذى يتبع ضحكاته..

أحول انتباهى من ابتسامته إلى عينيه..فباتساعهما و مع انعكاس إشراقة وجهه عليهما..أحاول أن أفهم ما بهما..فلا أجد سوى سوادهما النقى...شديد النقاء..صافيا..يكاد يكزن شفافا...فيخيل إلى أحيانا أنى أرى ما فى قلبه حينها..أتخيل قلبه دائما من بنور رقيق يحمله بين يديه برقة لألا ينكسر..فلا أعرف حينها من هو أكثر منه رقة..

تستحضر فى عينيه كل البراءة.. يحاول دائما أن يضيف إلى ابتسامته بعض الحزم و لكنه يفشل كل مرة..يتوقف عن كونه ناضجا تماما و يصبح طفلا شقيا..يبتسم ابتسامة المشاكس..يبدأ فى سرد قصص طفولية جدا..فى سعادة كسعادة الأطفال..أحب أن أتأمله و هو منهمك فى حكاياته..

حين ابتسم..تمنيت أن تدوم تلك اللحظة طويلا..جعلتنى أشعر براحة..بسكون..ليتها تطول..قبل أن تعود إليه أفكاره.و همومه لتى تطارده فى صحوه و فى منامه..و هواجسه و وساوسه التى تغشى عينيه مرة أخرى بالسحابة التى تخفى بريقهما..

أتمنى أن أراه يبتسم دائما..فهكذا أريد أن أذكره..و هكذاأفكر فيه حين أفتقده..و هكذا يسعدنى حين ألقاه..أتمنى أن يبتسم الأن...

كأنى أراه..


http://www.youtube.com/watch?v=KRLRz7u3Pf4

السبت، 26 ديسمبر 2009

أفكارى..



قالت لى اليوم..إن ذلك الشعور يشبه الاستماع لصوت الموسيقى فترة طويلة..ثم توقفها فجأة..لا شىء سوى الصمت..و أنت تنصتين محولة التقاط أى نغمة رغم معرفتك أن اللحن قد انتهى..

لماذا يفرض على البعض ما يجب أن أشعر به..فأنا لا أحزن فى الماّتم و لا أفرح تلك الفرحة المفروضة فى الأفراح..و حين أشعر بذلك..يكون فقط من تأثير من حولى..و ادعاء الإنسان ليشعر بما لا يشعر به حقا يمتص كل طاقته و يبقيه حزينا..

لماذا يصر البعض على أن يفرضوا عليك تجربتهم الخاصة!!..كنصيحة..كتحذير..لا أدرى..و لكن ذلك يجعلنى أشعر بأنى مقيدة..مقيدة لأشعر بما شعروا به...لأصل لنفس النتيجة..لأواجه الحياة كما فعلوا هم..لماذا لا يدعونى أخوض تجربتى الخاصة..وحدى...(الزن على الودان أمرّ من السحر) ألا يعرفون ذلك؟؟..ألا يدرون أنهم يغيروا المجرى الطبيعى للأحداث..و يزيدونى تشويشيا!!..لماذا لا يدعونا نمر بنمونا العاطفى و العقلى وحدنا؟؟!!..ربما قدر لى أن أنمو لأصبح برتقالة..و لغيرى أن يصبح..تفاحة!!!..إذا فرضوا على ما يجب فعله سوف أصبح برتقالة مشوهة..معدلة جينيا!!..فلا أنا أصبحت ما يفترض بى أن أكون..و لا أصبحت صورة منهم!!!

الأشد من ذلك أنهم يتذمرون من مرورك بتلك اللحظات..المباحة قانونيا و اجتماعيا..من التيه و التشويش و الجنون!!..حتى أنك فى لحظة تعتقد أنه ليس من حقك...فتكبت تلك المشاعر..و للمشاعر المكبوتة..قدرة غريبة على التحور!!..الأغرب من ذلك أنك تصل لمرحلة لا تعرف فيها ما تشعر به...

تقضى معظم أوقاتنا فى محاولة فهم ما نشعر به..رغم أن المشاعر لا تأتى فرادى!!فهى دائما مخلوطة..فإن كنت سعيدا شاب ذلك بعض القلقزز, إن كنت محبا اختلط بذلك بعض الحزن...

و النهاية المحتومة لتلك العمليى هو أنك لا تشعر بأى من المشاعر كاملا..فتبقى بعض العناصر المكبونة..تلك التى تظهر فى وقت ما فتندهش من غرابة ردود أفعالك حينها..

يفاجؤك دائما كيف أن موقفا ما عشته فى خيالك ألف مرة و مع ذلك تتفاجىء برد فعلك حين يحدث حقا!!..

إذا أخذت فرصتك فى أن تشعر بقمة الاضطراب و التشويش..تسمح لك الحاة فى وسط ذلك بلحظات لا تقدر من الوضوح و النور..


http://www.youtube.com/watch?v=kIuRG31DhWw&feature=related

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

اللعب مع الكبار..


لأول مرة نتحدث معا..فى حوار حقيقى..أخدتها و لاعبتها و قولتلها عايزة اسألك حبة حاجات كدة...


-تفتكرى احنا عايشين ليه؟
-عشان لسة ما متناش!!

-أيوة يعنى طالما ما متناش تفتكرى عايشين ليه بأه؟؟
-عشان ربنا مش عايزنا نموت لية؟؟

-طب يعنى هو ربنا ليه سايبنا عايشين؟؟
-عشان نبقى بنى أدمين..

-يعنى ايه؟؟
-يعنى نلعب و ناكل و تزور صحابنا و نعمل الواجب..و نعيش..و نبقى نونو و بعدين نكبر..

-طب هو انت تعرفى ربنا؟؟
-أيوة..

-منين؟؟شفتيه؟؟
-لأ..بس عارفة انه فوق..و انه شايفنى..

-طب بتحبيه يعنى؟؟
-أيوة..

-ليه طيب؟؟
-عشان هو اللى خلقنى و ادانى حاجات حلوة..

-طب هو بيحبك؟؟
-أيوة..

-و عرفتى منين بأه؟؟
-أصلى ساعات بدعى ان ميار تدخل على الشات عشان أكلها و بتدخل..يعنى ربنا بيحبنى و بيعمللى اللى أنا عايزاه..

-طب و هو انتى عايزة ايه؟؟يعنى لو ربنا هتطلبى منه حاجة هتبقى ايه؟؟
-3 حاجات..أكبر..و أتجوز..و أخلف..

-بس؟؟
-ايوة..هعوز ايه تانى؟؟

-مش عايزة فلوس مثلا؟؟و لا لعب و لا حاجة..
-لا..هاعمل ايه بالفلوس..أنا لسه صغيرة..

-طب لو معاكى فلوس كتير هتعملى ايه؟؟
-ممم...هجيب بيت و أفرشه..و أدى شوية لميار..و ادفع فلوس العملية اللى هاعملها..

-عملية ايه يا بنتى؟؟
-مش أنا هاكبر و أتجوز..و أخلف؟؟؟انتى متعرفيش ان الخلفة دى عملية و بيدفعولها فلوس..

-أه صح!!..طب هى الناس بتتجوز ليه؟؟
-عشان بيحبوا بعض...و عشان يخلفوا..
-طب مينفعش اتنين مش بيحبوا بعض يتجوزوا؟؟
-لأ...مينفعش..

-هيحصل ايه يعنى لو اتجوزوا؟؟
-هيتخانقوا و كل واحد هيروح لحاله..

-يا سلام!طب و لو كانوا بيحبوا بعض و اتجوزوا؟؟؟
-هيتخانقوا برضه و كل واحد هيروح لحاله بس هيرجعوا لبعض تانى و هيخلفوا و يكبروا..

-طب ما ألغبطك شوية...لو بيحبوا بعض أوى أوى يعنى و اتجوزوا؟؟
-يووووووه..قلتلك هيتخانقوا و بعدين يتصالحوا على طوول..بقوللك ايه؟؟أنا عايزاكى تتجوزى واحد بدقن..

-اشمعنا؟؟
-لأ مش قصدى حاجة يعنى..أصل انتى عارفة لما بيجيبوا فى التليفزين واحد بيتكلم عن الدين بيقى يعنى بدقن و طيب..فهمتى؟؟

-أه لو كدة ماشى...طب لو مكانش بدقن؟؟
-خليه بسيب دقنه عشان يبقى طيب..
-حاضر يا ستى..

-طب لو حد بيحب حد يعمل ايه؟؟
-يقوللوا...

-يقوللوه ايه يعنى؟؟
-يقوله أنا بحبك...

-طب و المفروض التانى يرد يقوله ايه؟؟
-يقولله و أنا كمان..

-طب لو مش بيحبه؟؟
-يقولله مش بحبك..بس هو ليه مش هيحبه؟؟؟!

-طب انتى مين أكتر حد بتحبيه؟؟
-ماما و بابا و ميار و محمد و انتى و رانا و عمته و تيتا..

-ليه طيب؟؟
-عشان هم بيحبونى..و بيضحكونى و دمهم خفيف..حتى رانيا لما تتعصب بتبقى لذيذة..و انتى لما بتزعقيلى بتضحكى...و تيتا بتضحك على طول و مش بتكشر..

-طب ايه أكتر حتة بتحبيها؟؟
-البحر..

-اشمعنه يعنى؟؟
-عشان بنمشى فى طريق طويل و احنا مسافرين و بعدين بعد ما اتعب و ازهق ألاقينا وصلنا البحر فهقوم و انبسط..

-طب هو تحبى مين أكتر تروحى البحر و لا تفضلى فى البيت مع صحابك؟؟
-لا أفضل مع صحابى..هروح لوحدى؟!

-طب ايه أكتر حتة بتحبيها؟
-اسكندرية..

-اشمعنه؟؟
-عشان فيها حاجات حلوة و فيها البحر..

-طب بتحبيها فى الصيف و لا الشتاء...
-الصيف طبعا.عشان ببقى مبسوطة و مش بطلب حاجة..حتى الغطا بشيله..

-طب سيادتك عايزة تطلعى ايه لما تكبرى؟؟
-بصى..هى أختى هتتلع رسامة..هتخش كلية الفن دى..و أنا هطلع دكتورة..

-طب مين أكتر واحدة بتحبيها فى صحابك؟؟
-كارين...

-اشمعنه؟؟
-أصلها طيبة أوى و كا مافهمش حاجة تفهمنى..

-طب ايه أكتر حاجة بتكرهيها؟؟
-انى أتخانق مع حد...يووووه أفضل اقول يا رب بكرة مايجيش..

-طب ايه أكتر حاجة نفسك فيها دلوقتى؟؟
-إنى أكبر!!

-عشان تجوزى و تخلفى برضه؟؟
-أيوه عشان ألاقى حد أعيش معاه ولا هاعيش لوحدى؟

-طب مش خايفة تموتى؟؟
-لأ...

-ليه؟؟
-أصل ربنا هو اللى عايز..يعنى لو عايزنى أموت دلوقتى هاموت لو عايزنى أعيش هاعيش..

-يعنى مش خايفة؟؟
-لأ ما هو ربنا عارف..الحلو و بيقول دايما أيوة بيدخل الجنة..و النص نص و بيقول ساعات أيوة و ساعات لأ..بيشوف بأه هيدخل جنو و لا نار..و الوحش بيدخل النار..

-طب و انت مين فيهم؟؟
-معرفش..بس ربنا يعرف..بس أنا بسمع ميار بتدعى إنى أدخل النار و أنا بخاف بصراحة بس بدعى إنى أدخل الجنة..

شكر خاص للأنسة ذات الستة أعوام..فيروز هانم
...


http://www.youtube.com/watch?v=PvQU9Z2lV64

حوار صامت..



- ليتها لا تسألنى ما بالى..
- ليته يخبرنى بما يقلقه دون أن أسأل..
-
-أتمنى ألا تمل من طول صمتى..
-أتمنى أن يبقى صامتا إن هو أراد ذلك..

-هل تفهمنى حتى عندما أتوقف تماما عن الكلام؟؟!
-هل يعرف أنى أفهمه دون أن يتحدث؟!


-أتمنى أن ألقى إليها ببعض حملى..و لكن تراها تتحملنى حينها...
-أتمننى أن أحمل عنه ذلك الحمل الذى أراه فى عينيه..

-ليتها لا ترانى حين تدمع عينى..
-رأيته يبكى فادعيت أنى لم ألأاحظ..

-أتمنى أن أبكى أمامها دون توقف..ربما يزيل ذلك بعض همى..
-أتمنى أن يبكى فأمسح دموعه..ربما يريحه ذلك..

-أقول كلام كثير أتمنى إلا تفهمه..
-أعرف أن ما يقوله له دلالة لما يشعر به و لكنى لن أظهر ذلك..

-أعرف ما يشعر به و لكنى لا أجرؤ على السؤال..
-أتمنى ألا تظهر لى أنها تفهم ذلك..

-ينظر إلى السماء و أسمع قلبه مضطربا..
-أنظر إلى السماء كثيرا لأنى لا أريد أن أواجهها و هى تفهم ذلك..

-لا أخجل أن أظهر أمامها عيوبى..شىء ما يجعلها تريحنى..
-أعرف عيوبه كلها...و لكنى أحبها..!

- لم أضطر أن أمر معها بلحظات العتاب و اللوم و التبرير المرهقة..
-لن أعاتبه و لن ألومه..فهما يفعله لا يحتاج لتبرير عندى..

-تريحنى نظراتها و تغاضيها عن إظهار ما تفهمه منى..
-لن أحدثه بما أفهمه أو أعرفه عنه حتى لا يخجله ذلك..

-لماذا تتحملنى..فأنا لا استحق ذلك؟؟
-لما يتحملنى؟؟..فهو أكبر من ذلك؟!

-كم أتمنى أن تضع يدها الرقيقة الصغيرة على كتفى لتأخذ بعض حملى..
-كم أتمنى أن ألمس قلبه الكبير لأخذ بعض حمله..

-تعرف منى ما لا يعرفه الأخرون..
-أراه كما لا يراه الأخرون..

-أتمنى أن أحدثها بكل ما فى قلبى..و لكن ذلك الصمت يريحنى كثيرا..
-أتمنى أن يطول ذلك الصمت..فأنا أشعر أنه حوارا خاصا مريحا..

-أتمنى ألا أخذلها..فهى رقيقة كالوردة..
-أتمنى ألا أخذله..فهو يعاملنى و كأنى رقيقة كالوردة!!

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

الخطر..



قال لى أننا نميل أحيانا لفعل أشياء تبدة خطرة دون مبرر..فقد نمسك بإناء ساخن..تعرف أنه خط و لكنك تفعله بدافع خفى..يجعل الخطر هينا..و الألم مباحا..هذا هو الحب..

ترى الأشياء كأنك تراها لأول مرة..تبدو كل الأشياء جميلة..تلك العدسات الملونة التى يرتديها الأطفال تعصب عينيك..ترى الرسائل و العلامت ينسجها عقلك..و كأنك فجأة وجدت سببا للحياة..و كأن جميع التساؤلات التى دارت يوما بخاطرك أصبح لها إجابات..منطقية..و لكن يبقى فى القلب موضع به شك..خوف يثنيك فى لحظات أن تمادى..تسأل نفسك..هل حقا تبدو بعض الأاشياء مليئة بنية الفقد منذ البداية؟..ثم تعود بك الوعود و الأأمانى إلى عالم الخيال الذى نسجه القلب..تتقدم خطوات ثم تتراجع..تبدو حياتك شيقة بعد أن أكلها الفتور و اليأس..لا تعرف إن كنت تحب حقا أم أنك فقد تحب ما يترتب على ذلك الأحساس..

ثم اعتلت وجهه نظرة كتلك التى تراها فيمن يحاول نصحك بما ود لو يفعله هو: فى تلك اللحظة فقط..تظن أنك تستطيع الرجوع..

و الحب كالخطر..يجعل الحواس تنتبه دائما..ترى ما لم تكن تراه..تسمع ما لم تكن تسمعه..و الأكثر من ذلك أنك تفهم ما لم تفهمه أبدا..تتفتح أمامك عوالم لا تنتهى تتأرجح بين جنة و نار..و مطهر!!..تستخدم حواسك حتى تنهكها..تبدا فى إعطائك إشارات خاطئة..تبعد كل البعد عن المنطق..و ترى ما ليس موجودا..و تخزنك الحواس..كأنك تساق إلى حدث جلل..تشعر بخطره و لكن عقلك يحدثك بأنك ذاهب بإرادتك الحرة..

ثم قال: فليكن الله معك حينها..

تصبح السعادة التى بعث فيك الحياة سببا للشقاء..فلا أنت راض بما مر بك من أيام قبلها و لا تستطيع مواجهة خوفك من فقدان ما اعتبرته محورا لحياتك..يجعلك غير قادر على الاستمتاع..تتمنى للحظة من شدة الحب أن تتخلص من كل ذلك الحب لأن الشوق أتعبك..و البعد فى ألمه أهون عليك من شدة الحب..

خيّل إلى أنى أراه يبكى حين قالها..

ثم تعود إليم حواسك..و تشعر بأن ذلك المكان هو مكانك الطبيعى..و أن ذلك الحب هو امتداد لحياتك الطبيعية..دون عناء..دون ألم..يذهب كل الأألم..يبدلك الحب مكانه ذلك القلق اللطيف الذى يدغدغ القلب فيشعره بالحياة..

برقت عيناه و سألنى...

قلت له: أحبه لأنه يجعلنى أرضى عن نفسى :)...

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

أفكارى باليل..



أحيانا أظن أن مشاعرى تسبق أفكارى..فحين تضح الفكرة فى عقلى و تأخذ شكلها النهائى يكون شعورى بها أضعف ما يكون..فتأتى الأفكار أضعف من المشاعر التى ولدت تلك الأفكار..لتترك للقلب الصدارة دائما فى تلك اللعبة..

و ما هى أفكارى إلا مشاعر مترجمة..على يد مترجم ضعيف..فلا تخدم اللغة فى كثير من اللأحيان وصف المشاعر..فالحب مثلا..قد نصفه بأنه يشبه القمر و يشبه السعادة و ما إلى ذلك من الأوصاف التى لا تفى حقه..فيكفى الحب أن يوصف بأنه (حب)..و غيره من المشاعر التى حملت فى أحرفها القليلة ما تعجز عن وصفه كل الألسن..


لا أذكر إنى فكرت فكرة منطقية جدا دون أن تدخل فيها المشاعر..فهى ما يجعلها منطقية..فالمشاعر وحدها هى ما يحول الشك إلى يقين..فلا تجد نفسك تميل إلى تلك الفكرة عن غيرها إلا إذا سمحت لقلبك بالتدخل..فالعقل لا يستطيع الوصول لليقين..على العكس..فكلما ازداد الفكر ازداد الشك..و لا يسكته سوى صوت خافت من الداخل و هو صوت القلب..هو الحاضر الغائب..صوت خافت تكاد لا تسمعه من صخب الأفكار..هو المحرك الخفى لعقلك..هو الدافع وراء كل خطوة أخطوها..حدسى..الذى أتبعه و لا يكذبنى..و إ، حاولت تجاهله يغضب منى..فأشتاق إليه..يقنعنى بأكثر الأفكار غرابة..أعانده أحيانا..قادر على أن يجمل الأشياء و يقبحها فى نظرى..يحدثنى أن شيئا ما لن يحدث مهما كان ممهدا فأصدقه..يخبرنى بحدوث المستحيل فأمشى وراءه..كلما تبعته كلما ازددت حرية..كلما تركت عينى معصوبة و قلبى هو منظار حياتى....أقول (ليته يكذبنى) عبارة أقولها و لم أعنها أيدا..بل يخيفنى حتى مجرد التفكير فيها..فمن أكون أنا دونه؟؟ تتردد فى أذنى أية (فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور)..


لم أهتم قط بمسميات الأاشياء..حتى أنى أظن أن هناك أشياء كثيرة لم تسم بعد..و هناك أسماء لأشياء لم توجد بعد..فبعض الكلمات تبدو مبتورة,..كمن يصف مثلا شعورا ما بأنه (أكبر من الحب)..هل يووجد ما هو أكبر من الحب؟؟! و إن كان مقصده أنه شعور يتخطى الحب فى كماله..و هل يوجد شىء بعد الكمال؟؟!


ربما تكوت كتابة أفكارى هى طريقتى فى التخلص منها كى لا تطاردنى فى منامى..فلا يوجد ما هو أشرس من أفكار مكبوتة!!


http://www.youtube.com/watch?v=54XztbNJ87g&feature=related

أفكارى باليل..



أحيانا أظن أن مشاعرى تسبق أفكارى..فحين تضح الفكرة فى عقلى و تأخذ شكلها النهائى يكون شعورى بها أضعف ما يكون..فتأتى الأفكار أضعف من المشاعر التى ولدت تلك الأفكار..لتترك للقلب الصدارة دائما فى تلك اللعبة..

و ما هى أفكارى إلا مشاعر مترجمة..على يد مترجم ضعيف..فلا تخدم اللغة فى كثير من اللأحيان وصف المشاعر..فالحب مثلا..قد نصفه بأنه يشبه القمر و يشبه السعادة و ما إلى ذلك من الأوصاف التى لا تفى حقه..فيكفى الحب أن يوصف بأنه (حب)..و غيره من المشاعر التى حملت فى أحرفها القليلة ما تعجز عن وصفه كل الألسن..


لا أذكر إنى فكرت فكرة منطقية جدا دون أن تدخل فيها المشاعر..فهى ما يجعلها منطقية..فالمشاعر وحدها هى ما يحول الشك إلى يقين..فلا تجد نفسك تميل إلى تلك الفكرة عن غيرها إلا إذا سمحت لقلبك بالتدخل..فالعقل لا يستطيع الوصول لليقين..على العكس..فكلما ازداد الفكر ازداد الشك..و لا يسكته سوى صوت خافت من الداخل و هو صوت القلب..هو الحاضر الغائب..صوت خافت تكاد لا تسمعه من صخب الأفكار..هو المحرك الخفى لعقلك..هو الدافع وراء كل خطوة أخطوها..حدسى..الذى أتبعه و لا يكذبنى..و إ، حاولت تجاهله يغضب منى..فأشتاق إليه..يقنعنى بأكثر الأفكار غرابة..أعانده أحيانا..قادر على أن يجمل الأشياء و يقبحها فى نظرى..يحدثنى أن شيئا ما لن يحدث مهما كان ممهدا فأصدقه..يخبرنى بحدوث المستحيل فأمشى وراءه..كلما تبعته كلما ازددت حرية..كلما تركت عينى معصوبة و قلبى هو منظار حياتى....أقول (ليته يكذبنى) عبارة أقولها و لم أعنها أيدا..بل يخيفنى حتى مجرد التفكير فيها..فمن أكون أنا دونه؟؟ تتردد فى أذنى أية (فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور)..


لم أهتم قط بمسميات الأاشياء..حتى أنى أظن أن هناك أشياء كثيرة لم تسم بعد..و هناك أسماء لأشياء لم توجد بعد..فبعض الكلمات تبدو مبتورة,..كمن يصف مثلا شعورا ما بأنه (أكبر من الحب)..هل يووجد ما هو أكبر من الحب؟؟! و إن كان مقصده أنه شعور يتخطى الحب فى كماله..و هل يوجد شىء بعد الكمال؟؟!


ربما تكوت كتابة أفكارى هى طريقتى فى التخلص منها كى لا تطاردنى فى منامى..فلا يوجد ما هو أشرس من أفكار مكبوتة!!


http://www.youtube.com/watch?v=54XztbNJ87g&feature=related

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

أفكارى..



تكتسب بعض المشاعر قدسيتها من عدم البوح بها..و بعض الأشخاص أغلى من أن نتحدث عنهم..و بعض الأفكار أرقى من أن نتناقش فيها..يشعرنا الاحتفاظ بتلك الأشياء لأنفسنا شعور بأننا نملك ما لا يملكه الأخرون..حتى أننا لا نحدث بها أنفسنا..فحين تخطر ببالنا أحد هذه الأشياء..نكتفى بوميض من الإعجاب يضىء فجأة ثم نخفيه و نكتفى بتأثير الشعور بها فى قلوبنا..فكأنها تمس نقظة فى القلب...تخدر الأطراف..و للحظة يختفى كل شىء من حولنا..و نبقى نحن..و على وجوهنا ابتسامة الفخر..أو الانتصار لأن تلك الأاشياء لدينا..وحدنا..
نحفظها فى صندوق الذكريات الذى يصدر موسيقى لحن لا يعرفه سوانا..

أذكر ذلك اليوم دون غيره..فقد فاجئتنى بكل لحظة فيه..فعلت كل ما تخيلته مستحيلا..حتى أنى لم أفكر فيه..رأيت فى عينيك فى كل لظة أنك تتكلم بمجرد تلميحات لأنى عهدتك لا تفصح عما بداخلك...ما يعجبنى هو ثقتك أنى أفهم ما لا تقوله..تبدو أفعالك طفولية أحيانا..على الأقل النسبة لى..

لا أستطيع أن أذكر أحداث ذلك اليوم دون أن يخفق قلبى..بدءا بما فعلته لتظهر لى أنك مهتم بى حقا و أن ما بيننا شديد الحميمية..عرفت يومها افتقارك الشديد لخبرة (التعبير عن المشاعر) ..الغريبة أنى فهمت قبل أن تتحدث حتى..لم أتحدث أنا الأخرى..عرفتنى أجرأ منك و لكن لحظتها لم تسعفنى أى من الكلمات..بعض اللحظات تبدو حقيقية جدا..و إن عشتها فى خيالك ألف مرة حين تتحقق يفاجئك رد فعلك الحقيقى فيها..و انتهاء بك تنظر إلى و حين تلتقى أعيننا لا تهرب من اللقاء و إنما تنظر بثبات و كأنك تقول..نعم..هذا ما اشعر به..

لم أستطع أبدا أن أشرح لأحد ما بيننا..لقدسيته التى تمنعنى من مشاركته فيصبح كأى شىء أخر تشتركته..و لرغبتى فى احتفاظى بتلك اللحظات لنفسى..و لأنى أعرف أن أحدا لن يفهم فتبهت الكلمات و تختلط على المشاعر..لذلك سأحفظها فى قلبى و أكتفى حين أذكرها أنى كلما أرى الناس أقول فى نفسى..لا أحد يمتلك ما امتلكته أنا..و ابتسم ابتسامه لن يفهمها أحدهم..

الخميس، 10 ديسمبر 2009

طريق..



مررت بالمكان صدفة..أو ربما لم تكن صدفة و كانت رغبة فى نفسى لأراه..أظن ذللك لأنى ترددت أكثر من مرة حين وصلت لمفترق الطرق حتى أنى كنت أمشى فى الطريق منها بضع خطوات ثم أعود..و قررت أخيرا الذهاب إلى هناك..مررت بتلك الحجرة التى اعتاد أن يجلس فيها و أنا موقنة أنه غير موجود..فلمحته..و رأنى فدعانى للدخول..كانت المكان مزدحم إلى حد ما بوجود بعض الأشخاص..ربما ليس مزدحما و لكن هذا ما أشعر به حين يكون فى المكان أحد سوانا..

لم أعتد الكلام معه أو توجيه أى حديث جدى فى ما بيننا فى وجود الأخرين..فقط أنتظر و أشاهد ما يقولونه و قد أتدخل من حين لأخر لأظهر اندماجى فى الحديث...و لكنى لا أتوقف عن النظر إليه..حين لا يلاحظ و لا أغفل نظرات يوجهها لى من وراء نظاراته..و أنا أراقب الأخرين متمنية أن يهموا بالخروج رغم أنى لا أجد ما أقوله..

و حين خرجوا..توجهت نظراته واضحة إلى..لا تربكنى نظراته..فأنا أفهمها..نظرة امتزج فيها الدفىء بالحنين..تلك النظرة التى تجمع اليوم بالأمس فتضعهم فى مكان واحد..فى لحظة واحدة..لم نتحدث كثيرا سوى عن بعض الأخبار الغير مهمة..ثم انطلقنا إلى الخارج على غير موعد..

وجدتنى أمشى معه..أحب المشى بجانبه..يعطينى شعور بأن ذلك هو مكانى..خاصة و هو يسبقنى ببضعة خطوات و أنا أحاول أن ألاحقه..لم أكن أعرف إلى أين سنذهب سوى أن لديه موعد ما..مشينا فى أماكن كنا نمشى فيها من قبل..عاودتنا تلك الروح..و لكن لم يتحدث بها أحدنا..فمن الصعب أن تتحدث عن الماضى على أنه حاضر..فكنا نشعر بالماضى..نفس الشعور..و لكن حبسنا فى تلك الدائرة الزمنية الحالية....تبادلنا بعض الكلمات عن الحياة..و الناس..و كل شىء..سوانا..لم نتحدث عن أنفسنا.. مرت فترات من الصمت..فلم أكن قد رأيته منذ فترة..و لكن مع أشخاص (لا يأتون فى حياتك كثيرا) تذوب كل الحواجز الزمنية بينكما بمجرد الالتقاء..أعرف أن ما أفكر فيه هو ما يفكر فيه و إن لم نفصح عنه..كأنه عهد غير منطوق بيننا ألا نتحدث عما مضى..فلا بيننا لوم و لا عتاب..و لا ألم..كل تلك الأشياء تبدو باهتة و تافهة و أقرب إلى الميلودراما المفتعلة.. فى حضوره..لا ينظر إلى و لكن تقول لى روحه أنه لم ينس و لن ينس و إن رأى الجميع ذلك حرى بك أنتِ أنت تعرفى الحقيقة..يقول فى كلامه بعض الأشياء التى لا يفهمها سوانا..أدعى أنى أتكلم عن الموقف و لكنى أعرف و يعرف أن ما يحكيه هى حقائق ينسبها للحياة و لكن أعرف أنا..أنها حياته..لا أتحدث أنا الأخرى..فتلك اللحظة لم تكن إلا بعث للذكريات..أنا و هو..نمشى فى نفس المكان..هو شىء أكبر من أى كلام يقال..فما فائدة إحياء الذكريات إن لم تكن سوف تتكرر!!..و لأصدق نفسى القول فإن بعض الملفات يفضل ألا نغلقها..و تبقى كما هى..

لم يتغير شعورى..لم اشعر بالفقد..كل ما شعرت به هو نفس الراحة حين أراه..غريب أن أشعر بالراحة فى موقف كهذا..شديد التوتر..و هو مازال ينظر لى تلك النظرة..التى تخبرنى أنى مازلت أنا..و أنه معى يكون نفسه..و إن لم يعرف الأخرين ذلك..كان الحوار الصامت بيننا أطول من أى حديث..و أبلغ..أكاد أعد ما قلنا من كلمات..

و حين وصلنا عند المكان الذى علينا أن نفترق فيه..و كان ذلك طبيعيا و ليس حزينا..بل هادئا..ناعما..مضى مبتعدا..ثم التفت إلى و قال : اليوم رائحتك..كرائحة البحر...


http://www.youtube.com/watch?v=plkBohYS6cg&feature=related

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

حديثنا..



تعجبنى تلك النظرة كثيرا..حين ينظر إلى و أنا أتحدث مظهرا اهتماما جما بما أقول..و ألمح فى عينيه نظرة الأب حين تحكى له طفلته كلمات غير مفهومة..فيسايرها و يدعى الاهتمام..فهو بارع فى ذلك..يجعلنى أبتسم..من قلبى..لأنى أراها فى عينيه دون أن يدرى..اسايره أنا الأخرى..و أدعى انهماكى و انشغالى بما أقول..تتغير تعابير وجهه و كأنه حقا مهم..رغم أنكل ما يفعله هو مرراقبة انفعالى و أنا أحكى..و محاولتى لصياغة كلمات لأعبر بها عن رأيى..و استرسالى اللا نهائى فى الحديث..يستوقفنى من حين لأخر ليؤكد لى أنه منتبه..تملؤنى تلك اللحظة..تملأ حواسى..ترضى قلبى..

أعرف أنا ذلك..فأدعى مسايرته..أغير من نبرات صوتى ليتأكد أنى مهتمة..و حين أقول ما أراه يعجبه و ينتبه أدعى عدم اهتمامى بذلك..و أكمل حديثى..و حين يستوقفنى أظهر البراءة و كأنى لا أفهم ما يفعله..أحب أن أعطيه زمام الأمور...يعجبنى ذلك و يرضينى..يحب هو أن يجعلنى أقول ما يريدنى أن أقول و يجعلنى أظن أن ذلك هو المجرى الطبيعى للحديث..حيلة تنطلى على كل مرة..و إذا فهمتها لا أفصح عن ذلك..ابتسم ابتسامة أعرف أنه يفهمها..و يتحول بنا الحديث إلى شىء أخر...

يجعلنى أقول أشياء لم أكن أعرف أنى استطيع قولها..يرينى جوانب من نفسى لم أكن أراها..ينفض ذلك الغبار عن عينى فأرى ألوانا أخرى..يمسك يدى و يعلمنى المشى فى دنيا لم يعرفها سواه..و أمشى معه..و أنا غير معصوبة العين..راضية بذلك..

لا توال تتكرر فى أذنى نبرات صوته..و نظراته..التى تشعر بالغموض إذا نظرت إليها..و لكن إن أمعنت النظر وجدتها مجردد نظرة نقية تكاد تلمس ما وراءها من روحه التى يعطينى منها كلما رأيته..


هذا ما يميز حديثنا..أنه غير مرتب مسبقا..فلا تجمعنى أنا و هو أى من الأحداث..نفس شعور الطفل بالدهشة فى كل ما حوله أشعر أنا بذلك كلما قابلته..فينتهى يومى راضية..تمام الرضا..


فى كل مرة ألقاك لا أعرف ماذا سيحدث و لكنى أعرف أنك سوف تذهلنى من نفسى التى ستكشفها لى تلك المرة..


http://www.youtube.com/watch?v=MZoTdU65DvA&feature=related

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

الغد..



كأنى عشت تلك الحياة من قبل..كأنها كلها رؤية مشبقة..أو نوع من التنبؤات..هذا هو ما أشعر به حين يتكرر الموقف معى أكثر من مرة..و كل مرة نفس البداية و نفس النهاية و لكن تختلف الحكاية..و لا تختلف المشاعر..بل تزيد أحيانا..و لا تتعدد الشكوك..بل تصبح يقينا أحيانا..و لكن ما يزيد حقا هو الخوف..الخوف الممزوج بالضعف أو بم أصفه؟؟..بقلة الحيلة...مجرد الخوف..يزداد من الشعور المتكرر بأن النهاية محتومة و إن تعددت الوسائل..و كلما ازداد خوفى..ازداد اقدامى..فماذا ستخسر إن كننت من البداية متهيئا للخسارة؟!..و اجتماع النقيضين داخلى يهلكنى أحيانا..و لكنى أمضى قدما و لا أعرف السبب..


حين لا تنتظر شيئا يصبح شعورا بالغد منعدما..و لأن الغد أصبح غير موجود..فما يحدث هو أن الأمس يتكرر..كل يوم يصبح الأمس..تحبسك ذاكرتك فى الأمس..و تجد نفسك ترى أشياء لم تكن تراها..تفهم اشياء لم تكن تفهمها و للأسف تتمنى لو أنك لم تفهمها..تصبح أشياء سطحية مهمة جدا فى نظرك..و تفقد أشياء شديدة الأهمية معناها...و مع الوقت تدخل الشكوك إلى رأسك..و يتغير ترتيب الأحداث ..و تولد الأفكار..و تمحو أفكارا أخرى..و يتغير الواقع و يكبر بداخلك وهم..و تضيق دنياك الخارجية و تتسع نفسك فتسع كل ذلك..


صعب جدا أن تحلم بمن ليس بجانبك..أو بعيدا عنك..و لكن الأصعب ألا يوجد من تحلم به..تصبح أحلامك موحشة كيقظتك بالضبط..فتفقد الأحلام خاصيتها فى تعزيز غريزة البقاء!!


تبدو الأشياء أحيانا أنها تفعل من تلقاء نفسها فلا أنت تشعر به و لا تهمك نتائجها..و كأنها تحرص على فعلها فقط لتبقى متماسكا..و حين تتوقف تسأل نفسك ألف سؤال ما الذى يبقينى متماسكا الأن...و ها أنا اسأل نفسى ذلك..و لكن لا داعى لأن تسأل نفسا لا تعلم..و إن علمت أبت أن تجيب..لذلك لن أجبرها على الإجابة..


الأمس و اليوم و الغد..مجرد خطوط ترسم صورتك فى خيالى..
http://www.youtube.com/watch?v=olhvr2JS7vY&feature=related

الأحد، 6 ديسمبر 2009

لحظة..



فى تلك اللحظة بالذات عرفت إنى أحبك..غريب كيف أن شعورا يجتاحنى..و يكاد يفيض من قلبى على مل حولى و كأنه وجد فى منذ الأبد و مازلت أذكر متى شعرت به أول مرة..فتلك اللحظة التى أضاءت نفسى..ففى تلك اللحظة بالذات عرفت نفسى..

أعرفه منذ زمن..و لم يخطر لى ذلك ببال..حتى جاءت تلك اللحظة..يقف أمام البحر محدقا فيه شاردا فى عالم داخل نفسه تعكسه ظلمة البحر فى اليل.. أراقبه و لم يكن يعرف..و من لحظة لأخرى أرى بريقا فى عينيه يأتى و يذهب..يحل محله الحزن مرة..و الطفولة مرة أخرى...و لأول مرة أشعر أن كل ما أتمناه فى تلك اللحظة أن أقترب منه و أضع رأسى على كتفه..و أمسك يديه ليعرف أنه ليس وحيدا...و إن لم أفهم عالمه..و لكنه ليس وحيدا..فقط..أفعلها دون كلمة واحدة..و ربما أمضى بعدها مبتعدة بعد أن أنقل إليه ذلك الشعور...

و كيف ذلك؟؟و أنا...أنا التى تشعر بكل الوحدة يكون كل همى و أملى هو أن أشعر أحدا أخر أنه ليس وحيدا..لم أهتم لوحدتى...كل همى كان وحدته هو..لم أهتم لكونى أخاف البحر فى الليل..فقط اهتممت ألا يرى فى نفسه المنعكسة على الماء شيئا يخيفه..

أؤمن أنى أفهمه..شعور غير مبرر..و لكن الإيمان لا يحتاج إلى سبب..أو مبرر..هى أشياء تشعر بها و لا تفهمها..و لكن ما أعرفه أن قلبى تقبل حبه دون تردد..و عقلى دون سؤال..لم يستوحشه القلب..و لم ينكره العقل..و كأنه وجد فى منذ الأبد و لكن سجل القدر قدر لى تلك اللحظة لتضىء حياتى بحبك..

إن تهت فأنا تائهة فنفسى لا أجدها إلا فيك..

http://www.youtube.com/watch?v=j5dRLPieKoE&feature=related

السبت، 5 ديسمبر 2009

فلتكن..



فلتكن أنت النور و أنا الظل..
فليكن ظلك هو النور لى...

فلتصمت و لأتكلم...
فلتحكى و لأصغى...

فلنجلس فى صمت فيكون أجمل حديث بيننا...
فلنتحدث و فى وسط الحديث يسمع كل منا قلب الأخر...

فلتفهمنى دون توضيح.....
فلأفهمك دون حاجة للكلام..

فلتكن أنت الحقيقة و أنا الوهم...
فلتكن أنت الحلم و أنا الواقع..

فلتكن أنت أنت...و لتكن أنت..أنا...


تبدو حياة مديدة فى لحظة أقصر من أن تحتوى حبى لك..و قد تحمل لحظات قصيرة حبا أكبر من السنين..


http://www.youtube.com/watch?v=vr18I1PCECg&feature=related
تنتهى بعض الحكايات..دون سبب...دو مبرر..دون مقدمات..فقط تننتهى...و نحاول أن ننسى..و قد ننسى...و لككن كيف للحب أن ينسى..و كل ما نستطيع فعله هو الثبات..فقط الثبات...و نقتع أنفسنا أننا بذلك نتقدم..و ما نفعله حقا هو التأقلم مع الواقع ..هو تقبل الفقد..و لا تصدقنا أنفسنا..و لا تتحسن قدرتنا فى الكذب عليها..
There's no moving on..there's only going along..

nostalgia 2



تصف بالضبط ما أشعر به...نوستالجيا..ظننت أنها الحنين لمكان معين..حين تشعر بالغربة..فى مكان غريب..لكنى وجدتها الحنين لزمن ولّى فى مكان مألوف..فالأماكن الغريبة تشعرك بغربة ..و الطبيعى أن تولد الغربة حنينا..أما الأماكن المألوفة تشعرك بحنين..و الحنين هو الذى يولد غربة..و كأنك تستوحش المكان..تحن إلى زمن ولى ظننت أنه لن ينتهى..لأشخاص باقون فى الذاكرة..و رحلوا..أو بقوا و رحلت صورهم التى تعرفها عنهم..

يحزنك أقل تغيير لشكل المكان..تعتبره تشويها لذكرياتك...لجزء من تاريخ تحفظه فى قلبك..تسمع أصواتا مألوفة لم تعد موجودة..تعلو وجهك ابتسامة..يمتزج فيها الحنين بالحزن..الامتنان بالشوق..للحظة يعود قلبك لزمان غير موجود..مجرد لحظة ثم يعود..حاملا معه عطر ذلك الزمن..فتجد نفسك تعيش تلك اللحظات فى خيالك من جديد..يفاجئك أنك قد تذكر تفاصيل صغيرة غير مهمة و تعدها أثمن ذكرياتك..

تأخذك أفكارك بعيدا..لتفكر كيف كنت..و كيف كانوا..فما النوستالجيا إلا مرأة تعكس لك وحدة تشعر بها فى قلبك..و ما هى إلا بلورة سحرية تريك زمن لم يعد موجود..لتعود من وقت لأخر للمكان الذى تركت فيه نفسك التى تعرفها لتتعرف عليها كلما ظننت أنها تاهت منك..

و على عكس الغربة..ففى الغربة تفكيرك فى المكان الذى تحن إليه يحمل معه الأمانى و الأحلام..أما فى (نوستالجيا) فالأمانى و الأحلام التى مضت تحمل ذكراها معها الشوق..الشوق لما مضى و تعرف أنه لن يعود..و لشدة تعلقك به تتمسك به فى ذاكرتك و تعيشه مرة بعد الأخرى..و تجمد الذكريات و الصور عند تلك اللحظات..ليبقى فى قلبك ذلك المكان موحشا بزمانه..فهى لعنة زمان لا مكان..مؤنسا بذكرياته!!!

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

غريب..



غريب الحب....غريب حين يبدأ..و حين ينتهى..و حين يبقى..و حين يرحل..

غريب إن بدأ..يحمل معه كل المشاعر..الشىء و نقيضه..و كأنك تساق لا إراديا متوهما أنها إرادتك إلى شىء لا تعرفه و لنه يجذبك..يصبح كل ما تشعر به حب فقط..فإن فرحت..تحب و إن أصابك الحزن يشفيه الحب..و القلق..حب و الخوف حب..

و كأن الدنيا اجتمعت لك..و كأن الكون تواطىء ليعطيك كل ما تحلم به..حتى أنك لن تتعجب إن عرفت أنك فى مجرد حلم..تنتابك حالة غريبة بأنك تملك كل شىء رغم أنك ما ملكت إلا قلبك و قلبا أزحت له مكانا بجوفك ليستقر فيه..مكانا كان خاويا تشعر بخواءه ..فما أمتلىء حتى ملكت الدنيا..

غريب الحب إن بقى..فهو كالضيف يأتى و تخاف أن يرحل..فتتمسك به..فيظن أن قلبك مكانه..حتى إذا صدقت ذلك اهتز فى جوفك و هددك بالرحيل..فالحب هو الراحة التى لا يضمنها إلا القلق..و هو الدواء الذى لا يبقيه إلا الألم..فلا أنت تشعر بالقلق و لا تشعر بالألم فى وجود الحب بداخلك..

غريب الحب إن انتهى...فالحب هو البعث لقلبك..فما بين حب و حب هو قلب ينتظر فى البرزخ..خاويا..صامتا..مضطربا..فيأتى الحب حاملا نورا يبعث القلب..فيأتى كل مرة بحياة..ينفحة إلهية تبعث ذلك القلب حيا...فتصبح أنت حبيبا...و ما أكثر دفئا من ذلك اللقب..

غريب الحب إن بدأ و بقى و انتهى فى قلبى عندك...يا من أنت لى...حبيبا...

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

delayed response..



لم أكن أتخيل أن هناك مدة محددة يصلح فيها رد الفعل..فإن لم يحدث فى تلك المدة..أطلق عليه رد فعل متأخر..

حدث صغير يوقظ فى قلبى جرح كبير...جرح مغطى بعناية فائقة حتى نسيت أنه موجود..جرح متصل بقرارة نفسى عن قرب شديد..فأنا لم أسمح له أن يلتئم..فلابد أن تنزف الجراج أولا لتندمل..فلم ادعه ينزف..و تناسيته حتى ظننت أنى نسيته..فلم يندمل...

و لم أسمح لنفسى أن أفكر فيه..و أن أبكى عليه..لتفادى الألم..فكنت أعرف أنى لن أتحمل الألم..بعض الأشياء تتجاهلها لمعرفتك أنها سوف تغيرك للأبد..تتعمد عدم الانتباه إليها..و على حين غرة حين تتسلل إلى عقلك..تبكى..دموعا مازالت دافئة مهما حبستها..دموع كان من المفروض أن تبكيها منذ وقت طويل..إلام كان يجب أن تشعر بها منذ زمن..تشعر بها فى وقتها..

و لماذا مرت لحظات ظننت فيها أنى شفيت تماما..حتى أنى شعرت بتلك السعادة التى ظننتها حينها حقيقية..لم أعرف أنها كانت مجرد مسكنات سريعة المفعول..لا هى تشفى الروح و لا تنسى العقل..

لماذا لم أفهم ذلك حينها...و حين أردت البكاء لم يكن من حقى..ف (وقت البكاء مضى) و حين أردت الشكوى لم يطاوعنى لسانى..فقد جف من الصمت...

لا أدرى إن كانت حالة من الصدمة و الإنكارر هى ما منعنى أن أقوم برد الفعل المناسب أم هو مجرد إجراء وقائى لتفادى الألم ظنا منى أن الأم سوف يمل منى يوما و يتركنى..أم أنى ظننت أن الحزن ليس من حقى...و الأن ليس من حقى فقد تخطيت المدة المسموحة لأقوم برد الفعل المناسب من البكاء و النهيار و غيرهما من المشاعر السلبية..التى أدركت مؤخرا أنها ليست محرمة..!!


و لكنى أدركت شيئا واحدا..أنك إن منعت العين أن تبكى..يأتيك يوما يبكى فيه القلب...

أنا و نفسى..



عرفت حينها أن فى قلبى مكان لا يملؤه إلا حبك..و فى العقل مكان لا يرضيه إلا أنت..قد لا أكون تنبهت لذلك من قبل..إلا أنى كنت أشعر بالنقصان..شىء ما كان ينقصنى فى كل لحظة..يعطينى ذلك الشعور حين تخرج مسرعا و فى الطريق تسأل نفسك "أشعر أنى نسيت شيئا"..لا تعرف ما هو و لكن يطاردك ذلك الإحساس حتى تجده..
و أنا وجدته..

فحبك من تلك الأشياء القليلة التى حين نجدها يصعب تخيل حياتنا قبلها.. أتعرف تلك الأشياء التى كلما اشتدت حاجتك لها كلما اشتد يأسك و كأن قيمة الشىء على مقدار الحاجة له..هكذا كان حبك لى..فوجدتك فاستقبلك قلبى بشوق لم أعهده..و حب لم أتخيله..

تبدو كل كلمات الحب مكررة و ضعيفة..يكفينى أن أصف حبك بتكرار كلمة واحدة..أنت..أنت..أنت..

فإن أنت بقيت فى قلبى بقيت..و لإن فنى حبك بداخلى..فنيت..أصبحت جزءا منى..بل أصبحت أنا كلا منك..يستوحشنى قلبى فى بعدك عن فكرى لخظات..و تؤنسنى ذكراك حين يستأثر بك القلب لحظات أخرى..ألفتك نفسى قبل أن أراك فلم تكن ابدا لى غريبا..فلا تعجب فلم أعهد مخاطبتك باسمك..أناديك بكلمة واحدة...يا أنا..