فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الخميس، 18 مارس 2010

فى النص..




فى النص...

رأيت أن المعاملات الروحية كيفما يفهمها من يقرأ إنما هى رفاهية أعطاها المجتمع للطبقات القادرة على تحملها...

لا يقنعنى أى منكم أن شخص غير قادر على ـامين طعام لأهله سوف يفكر فى كم جميلة هى الحياة فى محتمع مثل هذا!!!!!

فهو كمن تتخبطه المسئوليات من كل جانب....و ليس ذلك من قلة إيمان..فالله هو الرزاق بلا شك..إنما هو من فرط متطلبات الحياة...

فبعض الناس ألقيت عليهم لعنة (الطبقة المتوسطة) أوتوا من العلم ما يعرفون به أن هناك من هو أحسن منهم..و أنهم إن حاولوا بجهد ارتقوا إلى تلك الطبقة..و لكن جورج أورويل حسمها فى رواية 1984 بأنه لا يرتقى أحد من هؤلاء إلى الطبقة العليا!!!!و لم..لأنك ولدت و تربيت كفرد من الطبقة الوسطى..الطبقة الكادحة..كما قال جون لينون..
Working class hero!!!

يحدثونك بالأمال الواهية..و لكن كيف تشعر بالرضا و من حولك مهمومون..فأهلك لا يكفون الحديث عن نقص فى الموارد و عن شبح من الفقر و الجوع يهدد حياتهم...فتشعر للحظة أن السعادة ليست كما قيل لك فى (قلة المال) و لكنك تعرف حتما أن بعض المال إن وجدوا فى الوقت الراهن سوف تحل كل مشاكلكم..و ذلك لأن تلك الطبقة لم تعد تهتدى إلى أمالها الروحية بقدر امالها المادية..فالمشاكل المادية طغت على كل تفكيرهم!!!

فأصحاب الطبقات الأعلى يمكن لم أن ينصحوك بالرضا و السعادة و الأمل..و الحياة الجميلة و ذلك ليس لأنهم ترفعوا عن القيمة المادية للأشياء..و لكن لأنها وفرت لهم فلم يعودوا يفكرون بها...

فأصبح افراد تلك الطبقة فى النص..زى اللى رقصوا على السلالم..لا اللى فوق سمعوهم..و لا اهتموا اساسا..و لا اللى تتحت شافوهم!!

قد يتهمنى أحدكم بأنى غير راضية..و لكن نحمد الله على نعمة الرضا التام..و لكن أنصح أفراد تلك الطبقة إلى مجتمع أخر لا يهمه القيمة المادية للأشياء.ربما إلى الصحراء فالمال هناك ليس له قيمة!!!!


نور...




اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
"سورة النور الأية 35)

إنما يسطع نوره ملىء شفافية القلب...كلما ازدادت قلوبنا رقة..ازدادت شفافيتها..فانعكس عليها نور الله الساطع فى كل ما يحيطنا..فعكسته بدورها..و انعكس عليها نور منه..نعمة يختص بها من يشاء...قد حاجتنا..قدر استعدادنا...

يقال إن رقة القلب نعمة..يعطيها الله لمن يتحملونها...لمن يحفظونها..و ما عرفت عذابا شر ممن يتعذبون لقسوة قلوبهم..و لا اشفقت على أحد إشفاقى عليهم..حرموا النور الإلهى الذى نحيى به..فرضوا موتا قبل أن تنتهى حياتهم فعليا...فلا تستطيع أن تطلق على من مات قلبه حيا!...

و يهدى الله بنوره من يشاء...نور الله...أعظم ما نتمناه...نور يرينا الحق حقا..و الباطل باطلا..نور يؤنس قلوبنا...فترى كل شىء بحجمه الحقيقى...ترى الحياة هينة و لكن لا تنكر جمالها...و ترى الحب طريقا...طريق مهده النور...

نوره الذى ينعكس على قلوبنا التى تتوق إلى ذلك النور..قلوب ترى النور مثل وليد يفتح عينيه لأاول مرة..فمن يمسه النور الإلهى لا يعد ابدا كما كان..فقد انقشعت عن قلبه الظلمة التى أفسدت الرؤيا..

و من يرى ذلك النور لا يقبل من بعده بظلمة ابدا..يؤرقه عدم وضوح الرؤية و لو كانت بعض الخدوش السطحية فى مراّة قلبه لا يرضى بها..

إنما هو حب..حب يملىء الكيان فيجعله مؤهلا لاستقبال النور...بكل بساطة..من يحب الله حقا يرى الجمال فى كل شىء..

أيكما..




جئتما إلى حياتى معا...ربما سبق أحدكما الأخر ببضعة أشهر..و لكن دخلتما إلى قلبى معا...و كأنكما اتفقتما على ذلك...

لا يجمعكما الكثير..و لكن فى حياتى يجمعكما كل شىء...لا يوجد بينكما إى تشابه..و لكن فى قلبى تشابهتما إلى ابعد الحدود...

يرانى أحدكما من عالم اّخر يحبه و يتمناه..و أرى أنا الأخر من عالم أحبه و أتمنى..نحن..ثلاثتنا..نشبه السلسلة..تقودك كل من حلقاتها إلى الأخرى..فلا ننفصل..و كأن كل منا وجب وجوده ليوجد الاخر...

كأنما اتفقتما..إذا ابتعد أحدكما و شعرت بوحدة اقترب الأخر بكا ما يمكل من سحر و دفىء..و ما أن أحسست بقربه..يتنحى قليلا و يفسح المكان لأخر..فتقتربان منى و تبتعدان كل فى دوره...

قد يحيرنى ذلك..و لكن عجبت لحبى لكما!!!..كيف كلما أحببت أحدكما و ملىء القلب حبه..ازداد حبى للأخر!!كيف لا تجتمعان و لكن فى قلبى لا تفترقان!!!كيف كلما افتقدت أحدكما..و ملأتنى مشاعر الفقد و الحزن..تحولت إلى حب و افتقاد شديد للاخر...كيف كلما وجد قلبى مناه عند أحدكما..عرف أن سعادته لا تكتمل إلا فى وجود الا!خر..و حين أقترب من أحدكما كثيرا و أغفل للحظة حب الأأخر..أجد أن الأخر يملىء مكانا فى قلبى يجعل حبى لمن اقتربت منه ممكنا..!

كل منكما يملىء كل قلبى..و حبكما يملىء كل نفسى..و أجدنى أنا كمن تعلقت يداها بخيوط عنكبوت لا تركنى..فلا أميل كل الميل لأحدكما...و لا أقوى على البعد عن أيكما...

أعرف أنى لم أخلق بقلبين فى جوفى..و لكن حبى لكما جعل قلبا واحدا يضمكما فيطمئن إلى وجودكما فيه...

قد أتحير..و قد اضطرب..و لكن لن اقوى على اختيار واحدا منكما!

الأربعاء، 10 مارس 2010

كلام من قلبى..



فى ناس من كتر ما بحبهم بيبقى نفسى أخد حتت من قلبى و أديهالهم هدية..
و أنا عارفة و متأكد إنه هيكون فى أمان فى ايدين الناس دية..
و نفسى أخدهم فى حضنى و أطبطب عليهم بكل حنية...

أو نفسى أفتح قلبى و يشوفوا قد ايه بحبهم..
أكيد الحب ده كله هيهون عليهم و يمسح دمعهم..
ولو أقدر أجيب الدنيا دى كلها عشانهم..هجبلهم..
ولو إنى يوم معرفتتهم لقيت الدنيا فى كفهم..

لو يعرفوا إننى أفضل ألمى على ألمهم..
و إنى لو شفت دامعة مستخبية فى كلامهم..
قلبى بيبكى و أدعى ربنا أكون وسيلة لرحمته بيهم فى وسط ضلمة ايامهم..

و لأنى ببقى خايفة لو انكسر قلبهم..
فى يوم و أنا مكنتش جنبهم..
شايلاهم جوة قلبى و ربنا وحده يعلم...
قد ايه بحبهم...

الجمعة، 5 مارس 2010

زائرة ليلية..




ممتلئة القوام..سمراء..أشد منهم سمرة..هكذا أذكرها..لها شامة على خدها الأيمن قرب أنفها..تجعلها مميزة رغم سمرتها الشديدة..كانت تمشى ببطىء شديد..منحنية إلى حد ما..مما كان يجعلها تبدو أكبر من سنها الحقيقى..و لم تكن بشوشة أبدا..و لكن كانت سمرتها نقية جدا تجعل وجهها ملىء بملامح الطيبة..

كان صوتها عال.. به نبرة كأنها تتكلم من أنفها أحيانا..و كانت تنادى الجميع ب (يا أم فلان..أو يا أبو فلان)...و ترفع شعرها فوق رأسها فى لفات عديدة..يبدو مثل التاج..معظمه أسود و لكنى فى يوم ما رأيتته مفروضا فوجدت به خطوطا رمادية..و ووجدته طويلا يكاد يصل إلى ركبتيها..و اعتقد أنها لم تكن تر بوضوح لأنها كانت تمسك بكل الأاشياء قريبة جدا من عينيها..

كانت تتردد دائما على منزلنا..و كانوا يقولون عنها دائما حكايات كثيرة عن أصلها..كنت استرق السمع أحيانا إليهم..سمعتهم مرة يقولون أنها قبل أن تتزوج كانت تعمل خادمة فى بيت أهل زوجها ..الذى كانت تبدو من ملامحه أن له جذور غير مصرية..ربما أوروبية أو أرمينية أو ما يشبه ذلك..و لكنهم كانوا يقولون أنها الأقدم فى العمارة و هى التى تعرف كل شىء..لم أهتم ابدا بمعرفة اصلها حينها رغم أنى كنت أراها كل يوم تقريبا..و كنا جميعا نكتفى بأنها (تيتا بهية)...

رغم أن عاداتها كانت تدل على أنها اختلطت لفترة من الزمن مع غير المصريين..فقد كانت تتحدث الفرنسية..و الايطالية أحيانا..و تحرص على شرب الشاى فى ميعاده المحدد..و تدخن السجائر التى كانت تعتبر حينها من عادات (الهوانم)..و تغنى أحيانا باليونانية..و تجلس طويلا منشغلة بال(كانافا)و (السيرما)...

حين يجتمع جميع الجدات العجائز و يتحدثون عن حياتهم قديما..و هى أحاديث كنت أحب سماعها..و كنت أطلق عليها (فقرة الذكريات)..و كنت أجلس بعيدا استمع إليهم كيف كن يلبسن..كيف تزوجن..ثم تقول أحداهن لقد {ايت الملك مرة و أنا على البحر..و تقول الأاخرى لقد حضرت حفلة لأم كلثوم..و يتذكرن أفلام ديمة..و مثل تلك الأاشياء...لم تكن هى تتحدث أبدا عن حياتها قبل زواجها..و لم تكن تتحدث كثيرا..و الغريبة أن أحدا لم يسألها..

أذكر زوجها جيدا..كانت ملامحه غير مصرية رغم أنى لا أعرف عنه يقينا أنه لم يكن مصريا..و كان يحبها حبا شديديا..يناديها دائما (يا ست الكل يا بهبوهة)..و رغم أنهما كانا يسكنان فوقنا لزمن طويل لم أسمهعهم أبدا على خلاف...و رغم أنها لم تكن بشوشة..و لا رقيقة فى حديثها رغم طيبتها إلا أنها كانت حين تتحدث عنه يرق حديثها و يخفت صوتها..و حين تقول (محمد الله يرحمه) كانت تتبعها تنهيدة طويلة..و فى حياته لم يكن يرفض لها طلب...و لم يسمح أبدا لأاحد بأن يضايقها..و إن طلبت شىء كان لزاما عليه أن يحققه لها..كان يعاملها كأنها ملكة..لن انكر أنها أصبت أكثر لينا فى طبعها بعد وفاة (محمد)..و ربما بدا على وجهها الانكسار دائما..

كانت ترتدى دائما فستانا ورديا حتى حين توفى زةجها لم تلبس الأاسود كما هو سائد...و لم تكن تغطى راسها كباقى النسائ فى سنها..

كنت أحب أن أسمع حديثها..كانت تعرف كل شىء و أى شىء عن كل سامن فى العمارة..و فى العمارات المجاورة..و اصلهم..و أصل اباءهم أحيانا..رغم أنها لم تكن مختلطة بالكثيرين..و لكن كما كانوا يقولون..(بهية قديمة قدم العمارة هذا الشارع نفسه)...ساعدت فى تربية كل أطفال العمارة.أبناء و أحفاد..فهى (تيتا بهية)...

بعد العصر من كل يوم..حين يهدأ الجميع..و يسكن كل النشاط فى الشارع..و بيدأ أصحاب الدكاكين فى رش المياه أمام ابوابهم جلبا لبعض ال(طراوة)..كنت أرهاخا تجلش فى شرفتها..كنت أخاف النظر إليها أحيانا و لكنى كنت أرى انعكاسها فى الشباك الذى أمام شباكنا..تشرب الشاى و تدخن سيجارتها و تنظر فى نفس الاتتجاه ساعتين أو أكثر..و كنت أفكر دائما فيم تفكر..و كيف لا تمل ذلك الروتين كل يوم..و فى الليل كانت تفعلا ثانية..كانت تشرب القهوة الذى تفوح رائحتها..و تدخن سيجارتها و تجلس فى ال(بلكونة) وحدها ساعات..

كنت أعرف أن (تيتا بهية) لها مكان مقددس غير مسموح لأحد حتى اباءها أن يدخلوه..و هى غرفتها..كنت أراها من الباب فقط..غرفة مظلمة قديمة جدا..كئيبة إلى حد ما..بها الكثير من صورها هى و زوجها..كنت أخاف من تلك الغرفة كثيرا..و إن اقترب منها أحد كانت تصرخ فيه صرخة مرعبة..

كانت ترفض أن تلبس نظارات..أو أن تقلع عن التدخين..رغم إلحاح أبناءها..و كانت تقول كل مرة (هعيش ايه أكتر من اللى عشته!)..

كانت زائرتنا يوميا..و مثل سندريللا ما أن تدق الشاعة الثانية عشر منتصف اليل حتى تقول _و إن كانت حتى فى منتصف حديثها)- بصوت خافت(اقوللكم تصبحوا على خير)..

و لكنى أعرف أنها لن تنام و سوف تجلس فى شرفتها متأملة الشارع القديم قدهما حتى الفجر!...

مرضت تيتا بهية مرض الشيخوخة...لم يصبح جسدها هزيلا..و لم تقلع عن التدخين..و لم تبدل ثوبها الوردى..و حين ماتت..لم يعد ابدا الشارع قديما.و لم يعد أحدا يعرف عمره....




ريهام نجيب
5-3-2010