فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

السبت، 28 نوفمبر 2009

نسكافيه..



لحظاتى المفضلة فى يومى..هو حين أصحو و كل من فى البيت نيام و أفتح التليفزيون و أجلس أمامه غير مدركة ما يعرض فيه و أنا أمسك كوب (نسكافيه) ساخن..تلك لحظات ربما لا تدوم أكثر من عشر دقائق و لكنها كافية لتشعرنى بالرضا لبقية اليوم..

اليوم راودتنى فكرة فى تلك اللحظة عكرت على صفوها..و أنا أنظر للنسكافيه و هو مكتوب عليه (قهوة سريعة التحضير) و لا هو يشبه القهوة من قريب أو بعيد..إنما هى تشويه بين لما يجب أن تكون عليه القهوة..لا تملك طعم القهوة القوى..و رائحتها النفاذة التى لا تملك إلا أن تحبها..حتى إن لم تكن من محبى القهوة فمازالت رائحتها تتخلل خلايا نفسك فتحملك أينما كنت إلى عالم أخر داخلك..هكذا شعرت فى كل مرة أشعر بتلك الرائحة...قليلة من الروائح التى تترك فى نفسك ذلك الأثر..قليلة هى الأاشياء التى تدخلك فى (حالة)..

تتمدد على فراشك لا تفكر فى شىء..فى جوف الليل حين تصعب الرؤية من شدة الظلمة إلا من ضوء خافت ينبعث من أضواء الشوارع..و فى تلك اللحظة تفكر..سوف أكون أسعد إذا شربت (قهوة) الأن..تلك هى (الحالة) التى يدخلك فيها كل ما يستقر فى نفسك..

و يختلف طعمها فى أى موضع تشربها.. و مع من تشاركها..فللقهوة قدرة قديمة قدم الحياة على الاحتفاظ بالذكريات..بالأفكار..بالهموم..و لذلك تأتى رائحتها حية...قوية..تدخل النفس من باب خفى فتمس وتراززفتعزف لحنا..فتملأ نفسك..

تلك اللحظة التى عكر صفوها (النسكافيه) و أضاع معناها..أضاع تلك الحالة!!!فأصبحت أشربه و كأنه واجب على..أشربه مسرعة و إن لم يكن لدى ما أفعله..أشربه فلا أشعر بشىء..سوى إنى رضيت بلحظات مفتعلة و غير حقيقية لتشعرنى بالسعادة فى يومى..و هل أصبح كل ما هو تقليد ردىء أساسا فى يومى!!!و هل استبدلت الحقيقة بالوهم..استدبدلت سعادة حقيقية بساعدة مزيفة.. و رضيت و كأنى مغلوبة على أمرى..

ساءتنى تلك الفكرة..تركت ذلك (النسكافيه) و شعرت حينها..بقمة..الرضا...

فليسقط النسكافيه..
اتفضلوا معانا قهوة تركى..
على أنغام أم كلثوم..

http://www.youtube.com/watch?v=0dF0aZN8JoM

هناك تعليقان (2):

  1. "مظبوطة" هي تلك التدوينة .. عميقة رغم بساطتها و ليست سريعة التحضير .. وجدتني مارا من هنا فأنعشتني رائحة البن المحوج .. و لكن حرصا على صحتك و صحة من يقرأها من الكافيين يا دكتورة :)

    ردحذف
  2. شكرا على تعليقك يا أحمد أول من علق فى المدونة بعد ما جددتها :)

    منورنا يا فندم..

    ردحذف