فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

أفكارى..



صوتالشيخ عبد الباسط فى الراديو..و اليوم الجمعة..و لا أعلم لماذا كل ما أذكره من أيام الجمعة كانت أيامم دافئة هادئة صيفا شتاء..و فى التليفزيون فيلم لإسماعيل ياسين..و فى الأغلب تملىء رائحة الملوخية (و أحيانا البطاطس) أرجاء بيت جدتى..و أسمع وقع خطوات جدى (بالعكاز) وهو ينادى على كل أفراد العائلة..تلك هى أكثر ذكرى تأتينى من حين لأخر من طفولتى..الغريب أن الذكريات لها أشكل..هذا معروف..و لكن تلك الذكرى بالذات لها رائحة..لا أستطيع وصفها و لكنها حين تشمها تشبه أشعة الشمس و تلك الذرات المرئية التى تمشى دائما مع شعاع الشمس و التى طالما حاولت أن أمسكها..و لكن الأن فقط عرفت كيف أستطيع أن أمسكها..و هذا سرى الصغير..


الشارع الذى اسكن فيه صغير و مظلم..هذا ما يقوله الأخرون..و لأصل عليه على أن أمشى فى امتداده الأطول و الأكثر ظلمة..لم اشعر ابدا بالخوف..و أنا أمشى فيه..حتى أننى أرى فى ظلمته الشديدة..ربما ما لا يستطيع الأخرون رؤيته..فبيتنا هو المكان المضىء الوحيد الذى أراه من بعيد و أنا على أول الطريق..(رغم تذمرى الدائم منه إلا أنى أحبه)!


يحب الجميع القمر..فهو مضىء..واضح..يعطيك حين تنظر إليه شعور بالسكينة..و الهدوء..و لسبب ما يعطينى شعور بالنتصار!!و لكنى أحب النجوم..فالكل ينظر للقمر و لكنى أنظر للنجوم...لم يصدقنى حين أخبرته أن النجوم لا يمكن أن ترى بعيوننا البشرية..ظن أنها هى تلك النقط المضيئة التى تتلألأ أمامه..كم سطحية تلك النظرة..لم يعرف أن النجومم هى هدية لا تراها العين و لكن يراها القلب فينعكس ما أضاءته فيه عللى العين فتراها..حاولت أن أثبت ذلك له و لنفسى..أخبرته اننى حين ترضى عنى نفسى أرى ملايين النجوم تبعث فى نفسى سعادة حتى أنى اتخيلنى معها....و حين تثقل نفسى بما أدعى أنها الهموم و لكنها فى الواقه عدم رضاها عما أفعله..لا أرى حتى نجمة واحدة..لم يفهمنى..أخذت النجوم مقياس لرضايا عن نفسى..فإن كذبت على نفسى فلا سلطة اى على النجوم لتشاركنى الكذبة!!


أخبرتنى أن البحر يشعر و يرى و يسمع..عجبت دائما ممن يدعون أنهم يتحدثون بهمومهم إلى البحر..قالت لى مع الوقت ستفهمين..لم أعبأ لكلامها..(لأنى لم أفهمه)..يوما بعد يوم أدركت أن البحر يمشى فى خطى متوازية مع نضوجنا الروحى..ففى صغرك تحبه لأنه مصدر للفرحة..(لمم أهتم أبدا بمنظر البحر و لا جماله فى صغرى كل ما اهتممت بى أن أرانى مبتلة كلى بيماه البحر لأعرف أنى أخذت كفايتى منه)..و مرت فترة لم أتعامل معه..و لسبب ما اصبحت أخاف منه..بعدها و بدون أسباب أذكرها أصبحت أحبه..هو ليس حبا بالمعنى..و لكنى لم أعد أرهبه..على العكس..أصبحت أجلس أمامه..أتحدث إليه..أو ربما لا نتحدث و لكن يحدث اتصال فكرى بيننا ينساب من أعماقه إلى أعماق روحى..أصبحت أرى فيه ما لم أعد أراه.يتغير لونه و صوت أمواجه من يوم إلى يوم..و من لحظة إلى أخرى....تفاحأت..لا يسمع البحر فقط..و لكنه يحكى ايضا..بلغة لا أستطيع التعبير عنها..فهى مفهومة..غير منطوقة..


الأفكار لها أجنحة..فلا يمكن حبسها..و ما فى القلب لا يعلمه إلا الله..لذلك لا تصدق أن أحدا يقرأ أفكارك..فتلك السنتيمترات المكعبة داخل عقلك هى ملكك وحدك..

http://www.youtube.com/watch?v=vm9_ywA4uNw&feature=related

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق