فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

farewell...



سوف أودّع ذلك البحر و تلك السماء..و سوف أودع فيهما ذكرياتى فى ذلك المكان..و أحفظها..لأتذكرها..أو ربما أتجاهلها كغيرها من الذكريات التى أتناساها حتى لا تشعرنى بذلك الحنين..

شهدت تلك السماء ما لم أحكه لأحد..تابعت فيها حياتى و أنا أرصد النجوم و صورة القمر..بعض الأماكن تمتلك طاقة غريبة..تفرض عليك شعورا معين حين تدخلها..طاقة لناس عاشوا بها..طاقة لأبواب فتحت لك فيها..صور لأشخاص غير مرئية تعلقت بذاكرتك فغطيتها بستار لا يلبث أن ينكشف لحظة دخولك ذلك المكان..


اليوم على أن أودع كل ذلك..لأنه قيل لى أنه على أن أنضج سريعا..و أن أرحل على ذلك القطار الذى يحملنا للمستقبل و لا يوجد متسع من الوقت للوداع..و لا متسع من المكان لذكرياتى..فهى,كما يقولون,تثقلنى و تبقينى هنا...

لا أعرف ماذا أفعل..اعلى أختار بعضها و أترك الباقى؟؟..و لكن ذلك سيشعرنى بالحنين...فى ذلك المكان فقط عرفت الفرق بين الشوق و الحنين...عرفت الحب هادىء و عميق..عرفت الحزن عذبا و الفرح لحنا..تعلمت الحياة..فأصبح ذلك المكان جزء من كلى..كل جوانبه أعرفها..و أسراره أقرأها..و تحدثنى أرواح من تركوا ذكراهم هناك..اسمع بكاءها..

سوف أترك حياة كاملة عشتها فى أيام..و أياما عشت فيها سنين..و شعوراا يتملكنى أنى لن أمر بذلك مرة أخرى..هل لى أن أختار أن أبقى هنا و أترك ذلك القطار؟؟..قالوا لى أن أحدا لم يفعل ذلك من قبل..فلعل عواقبه مخيفة..و لكن أيوجد ما هو مخيف أكثر من خوفى هذا؟؟..أكثر من شعورى أنى ما أن أمشى سوف يبنى بينى و بين قلبى سور..و لن أعود..و إن عدت سوف أعود غريبة..و ذكرياتى التى سأخذها ستبكينى..و التى سأتركها ستندثر بين ذكريات أناس أخرين..و سوف ينسانى ذلك البحر..و لن تتعرف على تلك السماء...و ربما سيتهمونى بالخيانة..لا سبيل لى للدفاع عن نفسى حينها..

و إن بقيت فى مكانى...أيبقى كما أذكره؟؟..أم يوحشنى فأتمنى لو رحلت عته..و تبقى فى نفسى ذكرى حزينة...

لا سبيل لى للاختيار..اللهم دبر لى فإنى لا أحسن التدبير..
Waiting is painful. Forgetting is painful. But not knowing which to do is the worse kind of suffering.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق