فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

السبت، 5 ديسمبر 2009

nostalgia 2



تصف بالضبط ما أشعر به...نوستالجيا..ظننت أنها الحنين لمكان معين..حين تشعر بالغربة..فى مكان غريب..لكنى وجدتها الحنين لزمن ولّى فى مكان مألوف..فالأماكن الغريبة تشعرك بغربة ..و الطبيعى أن تولد الغربة حنينا..أما الأماكن المألوفة تشعرك بحنين..و الحنين هو الذى يولد غربة..و كأنك تستوحش المكان..تحن إلى زمن ولى ظننت أنه لن ينتهى..لأشخاص باقون فى الذاكرة..و رحلوا..أو بقوا و رحلت صورهم التى تعرفها عنهم..

يحزنك أقل تغيير لشكل المكان..تعتبره تشويها لذكرياتك...لجزء من تاريخ تحفظه فى قلبك..تسمع أصواتا مألوفة لم تعد موجودة..تعلو وجهك ابتسامة..يمتزج فيها الحنين بالحزن..الامتنان بالشوق..للحظة يعود قلبك لزمان غير موجود..مجرد لحظة ثم يعود..حاملا معه عطر ذلك الزمن..فتجد نفسك تعيش تلك اللحظات فى خيالك من جديد..يفاجئك أنك قد تذكر تفاصيل صغيرة غير مهمة و تعدها أثمن ذكرياتك..

تأخذك أفكارك بعيدا..لتفكر كيف كنت..و كيف كانوا..فما النوستالجيا إلا مرأة تعكس لك وحدة تشعر بها فى قلبك..و ما هى إلا بلورة سحرية تريك زمن لم يعد موجود..لتعود من وقت لأخر للمكان الذى تركت فيه نفسك التى تعرفها لتتعرف عليها كلما ظننت أنها تاهت منك..

و على عكس الغربة..ففى الغربة تفكيرك فى المكان الذى تحن إليه يحمل معه الأمانى و الأحلام..أما فى (نوستالجيا) فالأمانى و الأحلام التى مضت تحمل ذكراها معها الشوق..الشوق لما مضى و تعرف أنه لن يعود..و لشدة تعلقك به تتمسك به فى ذاكرتك و تعيشه مرة بعد الأخرى..و تجمد الذكريات و الصور عند تلك اللحظات..ليبقى فى قلبك ذلك المكان موحشا بزمانه..فهى لعنة زمان لا مكان..مؤنسا بذكرياته!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق