فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الأربعاء، 27 يناير 2010

القلب المقدس..للجميع..




حين تمشى وحدك بعد يوم من تلك الأايام التى تنتظر فيها وصولك البيت بفارغ الصبر لتنام و ينتهى اليوم..تمشى شارد الذهن و لا تدرى هل أنت شارد لانك تفكر أم لأنك لا تفكر...فمعظم الأافكار لا تتيح أنت لها الفرصة لتبقى فى ذهنك المدة الكافية لتفكر بها..و ذلك لأن (الويم مش ناقص) و أكبر من قدرتك على التحمل..و تجد نفسك شخصا هادئا لا لحسن طبعك و لكن لأنك إن تحدثت فسوف (تنفجر)...

تأخذنا حينها أرجلنا إلى حيث تستعيد قلوبنا صفاءها لتتحمل ما لا يحتمل فى رأيها أو لتلقى به إلى الله سبحانه و تعالى و تستعيد هدوءها..حين تعجز عقولنا فتكون ذاكرة القلب و الجسد هما وحدهما المتحكمتان...

أخذتنى رجلى إلى البحر و منه إلى شارع مدرستى القديمة...مدرسة (القلب المقدس) و رغم أنى كنت أمشى فى شارع مواز لها...إلا أنى التفت لها و أردت أن ألقى نظرة عليها...

و لمن لا يعرفون فإن مدرسة القلب المقدس مدرسة راهبات و كانت إلى وقت قريب ملحق ها دير كبير..بينه و بين المدرسة باب مفتوح...ثم تقرر فتح الدير للعامة و انتقلت الراهبات إلى السكن بالمدرسة...

الأان بالطبع أصبحت المدرسة لا ترى من الشارع الرئيسى لبناء عمارات شاهقة...سخيفة..فى الأأراضى المحيطة للدير..

للأسف ليس ذلك ما أود الحديث عنه...

وقفت متأملة المدرسة..حالى طبيعية تصيب الكثيروين حين يمرون بجانب أماكن قضوا فيها (نصف) حياتهم...و رايت باب الدير مفتوحا..فوقفت لحظة من الخارج ثم تذكرتت أنى كنت أحبه كثيرا..بمعماره القديم..و التماثيل المحيطة به من كل الجهات..و سلمه الرخامى الأبيض الذى به شوائب تعطيه نفحة من الون الرمادى...الذى كنا نختاره دائما كموضع لالتقاط صورنا فيه..
NOSTALGIA..

فوقفت لحظة تجتاحنى ذكرياتى فى المدرسة و أخرجت كاميرتى و أردت أن أصوره من الخارج..فوجدت رجل الأمن..و (العسكرى )معاه يقولون..

ايه يا ماما اللى بتعمليه ده؟؟؟
انتى هتصوريه و لا ايه؟؟

طبعا استغربت!!!و سألتهم أن يعيدوا ما قالوه لأنى ظنن أنى لم أسمعه...

قال: هتصوريه و لا ايه؟؟؟

-ايوة هصوره..في مشكلة؟؟

_ايوة امشى مينفعش...

-مينفعش ازاى يعنى؟؟؟هو مش مكان مفتوح للجميع يدخلوه؟؟

رد على رد أفحمنى....
-أه بس انتى مسلمة!!!!!

-بس أنا منت فى المدرسة دى 14 سنة!!!!

-مليش دعوة مينفعش واحدة مسلمة تصور الدير..

مازلت (مسبهلة)..و كمان (هيصيبى شلل)...

-طب هو فى حاجة لا سمح الله...ده دير..مبنى و عربيات..مفيش حاجة مسيئة ..فيها ايه لما اصور..

-بقوللك ايه يا ماما متعمللناش مشاكل هى الدواعى الأامنية كدة...ميشنفعش واحدة مسلمة تصور الدير...
(أه فكرنى المرة الجاية لما أجى أخلع الايشارب و ألبس صليب فينفع أصوره)قلتها فى نفسى!!!

مشيت و هو بيتكلم!!!من كتر ما استغربت كلامه...

(ماينفعش واحدة مشلمة تصور الدير لدواعى أمنية)...

يالهوى!!!!!ذكرياتى بقت محرمة على لدواعى أمنية!!!!

مشيت و أنا بفكر...لا و أنا بعيط بجد!!!

أنا اتربيت فى المدرسة دى..(مدرسة القلب المقدس للبنات)...المسيحيين كان زيهم زى المسلمين...بيتعاملوا نفس المعاملة...لو هنضرب بنضرب كلنا!!!!لو هنضحك هنضحك كلنا...لا و كلنا صحاب..و قعدت 14 سنة عمرى ما سمعت مسيحى و مسلم..إلا فى حصة الدين اللى بنتقسم فيها..و ايه..هى ساعة واحدة و نرجع مع بعض تانى!!!

عمرى ما أفتكر ان حد مننا غمز أو لمز أصحابنا ( أصحابنا أوى كمان) المسيحيين بأى كلام...كنا كلنا زى بعض..بنات صغيرة و بتكبر...يعنى تجربة شاركناها كلنا....

طب ده الظاهر..االى جوانا بأه...سبحان الله..هو هو...إننا صحاب...صحاب أوى كمان...و أنا و أخويا على ابن عمى!!!!عمر ما حصلت خناقة لسبب اننا مسيحين أو مسلمين...لو حبيت أمسك الانجيل هيدهونى و لى الحرية..و العكس صحيح..لم تسفر نقاشاتنا الدينية عن أى (معارك) لأان الغرض منها معرفة الأاخر لا تصحيح مفاهيمه...فشعر كل منا بتقبل الأاخر دون سؤال...

و المدرسين؟؟...إذا كان التلاميذ معظمهم مسلمين..فإن المدرسين معظمهم من المسيحيين...و ل:ن أدين لهم بعدم التفريق فى المعاملة..يعنى اللى اتعلمته أنا و أنا مسلمة اتعلته صاحبتى المسيحية هو هو..و العقاب على الجميع..و المكافأة..للجميع..فلم أكن أرى أى انفرادات بين المسيحيين و بعضهم أو المسلمين و بعضهم..و كانوا زى كل المدرسين فى الدنيا..أبهاتنا و امهاتنا..( أو عماتنا و عمامنا)...و لم يوضع و يرسخ فى الذهن فكرة (ده دينه غير دينى) لتكون حائل بينى و بينه!!!

و بالنسبة للأخوات!!!!
Sister veronica& sister Margaret>>
سيسير فيرونيس دى...كنا(كلنا) بنحبها لدرجة لا توصف رغم انها كانت بتحب تضرب المدرسة كلها الصبح!!!
لكن هى دى الأأم اللى تضربك و انت عارف انها بتحبك...و نفسك انك تبقى أحسن واحد فى عين الناس..و أدينى هفتكرلها موقف...إنى كنت بنقلها أساسمى الكشف فى يوم و لقيت واحدة فى اسمها (محمود بطرس) رحت قلتلها ايه ده!!!!قالتلى (بلكنتها الايرلندية) انتى قصدك عشان اسم مسلم و اسم مسيحى!!!...هو من امتفى فى فرق بينكم(انتى بتضربى و هى بتتضرب..و انتى بحبك و هى بحبها...و كلنا بنعبد ربنا) و قالتها بابتسامة عشان شكلها كانت عارفة انى هفتكرها فى يوم زى ده!!!

أما سيستر مارجريت فدى كانت مدرسة الانجليزى فى ثالثة اعدادى..و ÷ى أقرب ما تكون للملائكة فى نظرى...تشبه الملائكة رغم اقترابها من التسعين...و بها حيوية الشباب (ما هو اللى يخاصم الدنيا و يديها ضهره يفضل شاب)...و ذكية..و متظلعة..لدرجة انى بعتبرها من أكتر الناس اللى أثروا فى و بهرونى فى حياتى..أو واحدة علمتنى إزاى أفهم رواية و أنا بقراها..و إزاى أبصلها و اواى أشوف علاقتها بينا دلوقتى..أول واحدة قالتلى انى لما اصحى بدرى و اسنع صوت العصافير اشكر ربنا على النعمة دى...
أول واحدة كلمتنى عن ترك الدنيا و التصارع عليها..و قالتلنا ان الانسان يوم ما يكون كل همه الدنيا هيفضل طول عمره بيجرى وراها..و قالت هاعمل ايه بالفلوس و انا مش محتاجاها!!

و لما كانوا الأاخوات هيرجعوا بلدهم بعد ما الدير اتفتح للناس و مبقاش وقف على المدرسة...كلنا بكينا...مسيحين و مسلمين!!!عشان كلنا بنحس زى بعض...مسيحين و مسلمين!!!

و الدير اللى ماينفعش أصوره عشان أنا مسلمة ده!!!!كم من المرات التى دخلته فيها منبهرة بزخرف الأاديرة و الرسومات بالأحجام الكبيرة على جدرانه و تماثيله..و أرضه الرخامية...و أسقفه الواسعة التى تجعل للصوت فيه صدا عاليا مهيبا..و التمثال الضخم فى واجهته
Jesus heart-the sacred heart
و هو تمثال ليسوع يحمل قلبا مشعا يشبه الجوهرة..و هو كناية عن الحب...الحب الخالص...

الدير اللى ما ينفعش أصوره عشان أنا مسلمة!!!أصلا كان مكان صورة الفصل كل سنة!!!!!

المهم..أنا عايزة ايه؟؟؟

عايزة اقول..ان الدين عمره ما كان أساس للتفرقة يا اخواننا...الدين ربنا نزله يجمع مش يفرق...!!!
هيتغير ايه فى الانسان كونه مسيحيا أو مسلما!!!!!

إذا كنا كلنا نعبد ربا واحدا..و إن اختلفت الطرق...و لكن الله الذى نعبه و نلجأ له هو نفس الإله الذى يعبده غيرنا من أهل الكتاب!!!

من نحن و من هم..لنقرر من الأاقرب لله و القلوب لا يعلمها إلا الله!!!..و من نحن و من هم.. لنضع قواعد و قوانين بنيت على التفرقة ..تفرقة أديان أنزلها نفس الخالق فنبعت من نفس النبع..نبع رحمة الله تعالى و حبه...

و إن كنا نؤمن بسيدنا المسيح عليه السلام...و بالأنبياء من قبله..كما نؤمن بالرسول عليه الصلاة و السلام....

و للتوضيح..

كأن كل دين ربنا بينزله بيرتقى بالنفس الانسانية إلى موضع اسمى...فيأتى الاسلام..مؤمنا بكل ما قبله من أديان ليستظلوا تحت جناحه..هانئين امنين...



ستبقى ذكرياتى فى قلبى غير مشوهة..و سوف أطرد تلك الصورة الحالية التى يدعون أنها الواقع لأنى أعرف أن الاصل فى ألأشياء أن تعود لأصولها..و لم يكن القبح أبدا أصل!!!!!!!!


حتى ذكرياتى غالبا تقرر تشويهها...

مدرستى بنوا حواليها عمارات فخمة سخيفة ثمن الشقة ثلاثة اربعة مليون..و كمان بنك!!!

و الكلية قال ايه حطوا تحت أكاديمى وحوش و أشكال تشبه الرجال الأليين لتصبح (مركز الخدمات الطلابية اللى محدش يعرف هى ايه!!

و المكتبة...بنوا جنبها مطاعم للأكل السريع!!!

ناقص ايه؟؟؟

ياخدوا البحر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


الطرق إلى اللّه عدد أنفاس الخلائق.
الشيخ نجم الدين كبرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق