فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الاثنين، 25 يناير 2010

أدعى الحكمة..




امتنعت عن الحديث مع الأاخرين..و لم يبق لى سوى قلبى يحدثنى...

غريب حديث القلوب..فللقلب منطق لا يفهمه أبدا أى منطق...

حدثنى أن الحزن ليس شرا كما اعتقدت...إنما هو علاج للروح..و مواساة للقلب..

فالنور لا يظهر إلا إن كان هناك ظلمة..و فى قمة الاضطراب و الخوف..تكشف الحقيقة نفسها..ففى تلك اللحظات يكون القلب قى أشد الحاجة لها..فيراها...و فى أشد حالاته شفافية..ليمتص ذلك النور...

إذا كان التغيير سنة الكون..فالسماء تتغير كل لحظة منذ بداية الخلق..و هى مرئية للجميع دليلا حيا على ذلك..و نحن نتذمر من ذلك التغيير حولنا...إنما أنفسنا التى نخافها أن تتغير و ليس ما حولنا..فنحن نعرف أن كل شىء ممكن أن يتغير و تروعنا تلك الفكرة..

بضع أنفاس ضعيفة تخرج و تدخل ندعوها حياة...

إن كل من يدعى أنه لا يتغير كاذب..ففى الحياة لا يبقى سوى من يطوعون أنفسهم على تغيراتتها و تقلباتها..فمن لا يتغير إنما يئول مصيره إلى الانقراض...و لماذا تخيفنا كثيرا فكرة التغيير؟؟..فقدد يكون التغيير للأحسن..و ذلك بأيدينا..فلماذا نخاف على أنفسنا و نبقيها محبوسة داخل قضبان فى عقولنا..و ليس محل الأنفس أن نحبسها وراء الأفكار..و المخاوف..و كأن تلك النفوس جزء منفصل عنا...فإذا تمسكت أنا بفكرة التغير إلى الأحسن و كانت كل أفكارى تدور فى هذا المجال فبالتالى سوف تتغير نفسى إلى الأحسن...

فالعقل و القلب لم يكونا أبدا مختلفين..حقيقة أقرها بعقلى و قلبى معا!!..إنما وجد كل منهما ليكمل نقصا فى الأخر...فلا تكتمل صورة إلا بهما..حتى و إن كانت خيالية..غيبية..أو حتى غير مقبولة من أحدهما...فمعنى أنه لم يقبلها هى أنه فهمها و ليس أنه لم يفهمها..و إلا لم يعترض؟؟...

فتأتى الحقائق طريقا يمهد للعقل و للقلب من بعده الاساس الذى سوف يبنى عليه معتقداته و تصوراته..فلا يتصور القلب فى الأغلب ما لم يرد فى ملفات العقل..و يأتى القلب ليقر تلك الحقائق..و يحولها من مجرد حقائق مجردة..قابلة للتشكيك ز الاتهام..إلى إيمان..و الإيمان لا يتزعزع بسهولة..لأن الجدال فيه يهاجم الحقائق فيؤكدها أو ينكرها و لن يبقى جانبه الغيبى غير ممسوس و لا يتأثر بذلك الجدل...

تختار الحقيقة وقت تكشف نفسها لنا..وقت نختاره نحن حسب استعدادنا لتقبلها..فتأتى سهلة..سلسة..مفهومة..يقبلها اعقل و يقرها القلب..و تتحيلها الروح إلى نور يفيض على كليهما...

و هى ليست ما نراه...فالنور قد لا نراه فى أوقات كثيرة و لكن ذلك لا ينفى وجوده..

و قد يكون ذلك عيبا فى المستقبِل...فالنور موجود و لكن أعيننا لا تراه...لعدم قدرتها على إدراكه..فمن المعروف أن هناك طول موجة معين للعين لترى...فنحن لا نرى من الضوء أطوال الوجات فوق البنفسجية أو تحت الحمراء..و لكن ذلك لا يعنى عدم وجودها...

و العين بواية للعقل..فالعصب البصرى إنما هو فى تكوينه امتداد من المخ..و هى بوابة للقلب و الروح..فدائما ما يقولون أن للأعين قدرة على كشف أسرار القلوب..و هو شىء رأيناه جميعا بالتجربة لا بالإثبات..فلا يمكن شرحه و لكن لا يمكن إنكاره..

و قد تكون العين سليمة و لكن ردة فعلها تجاه النور غير مناسبة..فالعين تتغير فى اتساعها و ضيق حدقتيها كردة فعل لكمية النور..و ليس العكس..فلا يمكن أن تبقى عينيك متسعة فى نور قوى..فترى النور و لكنك لا تستطيع تفسير ما حوله..أو تبقيها ضيقة فى نوع ضعيف...فلا يدخل النور كله إليها...فالعين تغير بتغير شدة الضوء لتستوعب أكبر كمية منه...فترى أوضح ما يكون...و كذلك العقل تتسع مفاهيمه و تضيق لتستوعب النور الاّتى إليه..و الروح..تتأنى مرة و تتسرع مرة فى بحثها عن الحقيقة على قدر ما تسمح للنور بدخولها..

و قد يكون بيننا و بينه حاجز..كمن يضع على عينيه نظارات سوداء و يدعى أن النور اختفى...كمن يغشى الله قلبه فلا يرى ما هو واضحا و من غفلته يدعى اختفاؤه أو عدم وجوده...

و قد تكون العين سليمة..و لكن النور لا يصل للعقل..لخلل فيه..أو لأنه انشغل بما سواه فلم يعد يدركه أو لم يعد مستعدا لاستقباله..و قد يقبله و لكنه لا يرى دلالته..فالنور وحده لا معنى له إن لم ندرك ما يشير إليه أو يظهره..

و قد يكون عدم قدرتنا على رؤية النور هو سبب لا يتعلق بانفسنا..و إنما بسبب بعدنا عنه..فالنجوم قد لا نراها...و لكن ذلك لا يعنى أنها غير موجودة...و إنما نحن أبعد من أن نراها..و تنكشف لنا فى ايام فنراها واضحة..و فى بعضها تختفى تماما فلا نراها..و رغم ذلك نؤمن بوجودها و لا نشكك فيه..و كلما ازداد إيماننا بها كلما بحثت عنها الأعين لتراها...و لكن فى البداية علينا أن نقر بوجودها...فالعين لا ترى ما لا يعرفه العقل..و الروح لا ترى ما لا يؤمن به القلب...و إن رأته غفلت عنه لجهلها به..

و لكن قد يكون النور اكبر من أن نتتجاهله أو نغفل عنه....لنقاؤه و شدته...و وضوحه...لا يحتاج إلى بحث أو جهد...كالشمس لا ننكرها..نراها..و نشعر بها...قتقر بها العيون و تدفى بها الأانفس و ترى بها القلوب...

يا رب تحولت كل المشاعر من حزن و فرح و أسى و ذابت إلى حب خالص لك...حين اتحد عقلى و قلبى و روحى و اتفقا على محبتك...فعرفن أن كل الطرق تبدأ منك..و يجب أن تنتهى إليك..

اللم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه..


هناك تعليق واحد: