فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الأحد، 3 يناير 2010

احكى لى..




حين أمشى وحدى يتردد صدى صوتى فى عقلى دون أن أتكلم...و كأنى أحكى أفكارى لنفسى..تتدفق الكلمات و لا تجد أى صعوبة..غريب صوتى..لا أحبه و لا أكرهه..ليس جميلا..فهو غلأى حد ما..إلكترونيا..أشعر به خالى من الإحساس..كأنى أتحدث من داخل صندوق ورقى..أيا كان معنى ذلك!

تذكرتك حينها..أحكى ببرود شديد..لا أنفعل فى حكاياتى..و لا تبدو بأى حال من الأحوال مثيرة..أحكى سريعا خوفا من أن أفقد تركيزى..تجعل من أحكى له يستمر فى طلب تمكرار ما أقول فتفقد الحكاية معناها تماما...

إلا هو..

فحكاياته فضل من حكاياتى كثيرا..أكثر منها إثارة..أستمع إليها أكثر من مرة و لا أمل...و مع ذلك..يحب أن يستمع إلى حكاياتى..رغم أنى أفضل الصمت..أجده يستقبلنى و أول كلمة يقولها: "احكيلى أى حاجة"!..و أرد نفس الرد "لا يوجد ما أقوله"
يبدى اهتماما شديدا يشجعنى على الحديث و ترك الصمت الذى أفضله..أحكى بنفس الطريقة الباردة..لا أعرف غيرها حقا..لا يعلو صوتى حتى فى الحكاية و إنما أحكيها بصوت ضعيف و عين شبه مغمضة..يعطى هو لحكاياتى معنى..يستمع إليها بانتباه حتى يخيل إلى أنها تعجبه أحيانا..و تتغير انفعالاته و ملامحه و انا أحكى..حتى أنى أصبحت أستمتع حين أحكى له أى حكاية..و أصبحت أندمج أحيانا..و بعد أن أنتهى من الحكاية..يقول لى مبتسما: " أرأيت أنت تعرفين تماما ما أحب ان أسمعه"...كررها حتى كدت أصدقه..

يجكى هو..له طريقه مميزة فى السرد..يعطى للأحداث حيوية..أعرفه معرفة كافية لأعرف متى يقول ما حدث حقا و ما يزيده و ما ينقصه و لكنى أدعى تصديقه فأنا أحب حكاياته..

يدهشنى أحيانا حين يسألنى بعد أن ينتهى.."ما رايك فيما فعلت..؟؟"..و ينتظر حقا ردى..و انا فى الأغلب أبتسم و لا ارد..و حين أكون أنا التى تحكى..يوفنى أحيانا ليسألنى بعض الأاسئلة الطفولية جدا..أصبحت أعرف كيف أحكى له..أعرف متى يصل فضوله إلى منتهاه..فأقطع الحكاية و أتحدث فى موضوع أخر..يبدى عدم الاهتمام..و بعد فترة يسالأنى ثم ماذا حدث بعد ذلك؟؟..

إن راّنى امسك كتابا سألأنى و هو مستعد تماما لأن أحكى..عم يتحدث ذلك الكتاب..و حين أبدأ فى الحكاية..أحكى له عما أحببته فيه فقط ومغفلة كل ما سوى ذلك..يأخذه منى و يبدأ فى قراءته بطريقته الساخرة محاولا تفرس معالم وجهى ليغرف فيم أفكر..و يسالأنى عن رأيى فيه بسخرية..ثم يسكت و يقرأ فى صمت..و يقول لى و هو واثق تماما "أعرف ما الذى أعجبك فى تلك الصفحة"..و يشير إلى بعض السطور..."لاحظت أنك تضعين تلك العلامة الباهتة بجانب ما يعجبك"...لم يبد لى من قبل أنه يهتم بتلك الأاشياء..

قال لى يوما احكى لى شيئا لأنام..و تمدد على السرير متخذا وضعه المفضل نائما على ظهره واضعا يدا على وجهه و الأخرى على بطنه..و قال لى الأان احكى..لم أجد حقا ما أحكيه..فأنا لا أعرف حكايات قبل النوم سوى تلك الحكايات التى نحكيها للأطفال و تعتتمد أولا و أخيرا على طريقا سردها..فبدأت أغنى..أغنية تذكرتها منذ كنت صغيرة جدا..نسيت أن صوتى لا يصلح للغناء..و بدأت فى الغناء..انفعلت كما لم أنفعل من قبل..بدا هو لى نائما..فبعد أن انتهيت..تركته و هممت بالرحيل..قال لى دون أن يفتح عينيه و ابتسامة تعلو وجهه..."جميلة الأغنية و لكن ينقصك أن تحفظيها جيدا لتغنيها لى المرة القادمة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق