فراشة تحت البحر

صورتي
فراشة قلبها من نور..فى عينيها بريق..و روحها بحور..

الأحد، 22 مارس 2009

اللقاء..



ظننت أن وقت الغروب هو اللحظة التى اجتمع فيها اليل و النهار..فتعانقا مع وعد بلقاء قريب..حتى رأيت تلك اللحظة بالأمس...بعد الغروب بقليل..عرفت أن النهار دائما يأبى الرحيل..فرأيت السماء و قد انقسمت بين اليل و النهار..و كأن الظلام يعانق النور..بكليهما اكتملت الصورة..بلونها الأزرق بكل درجاته..

قمت بهوايتى المفضلة فى تخيل أشكالا للسحب..و لم تعيينى المحاولة فقد كانت الأشكال واضحة جدا..البحر يحد الصورة من تحت..و من فوقه السماء..و قد امتدت فأصبحت شبه البحر تماما..بلونه الأزرق الفاتح..و امتدت السحب لتصنع أشكالا واضحة لأناس يركبون مراكبهم و ينوون الرحيل..أو الوصول..لا أذكر..ربما يصلون إلى الشاطىء..و رغم أن الصورة كانت صماء إلا أننى كدت أسمع أصواتهم ينادون على بعض و يمنون أنفسهم براحة قريبة..و كنت أرى بعضهم و قد استقر فوق جزر و صخور..و بعضهم يجدف فى مكان ضيق.محاولا الوصول..لم توح الصورة بالعياء أو الخوف..و إنما امتدت باتساع..يريح القلب و يمنى النفس بسكينة قريبة..و كأنهم اجتمعوا و تحابوا ليواجهوا مصيرا واحدا...

رغم أن البرد كان شديدا إلا أنى لم أشعر به..فقد كنت أنا أيضا أمنى نفسى بسكينة قريبة..يعلنها اقتراب اللقاء..لقاء لا أعرف هل يتم أم لا...لم يكن الظلام يزحف طاردا النور..و إنما كان يعانقه شيئا فشيئا حتى اختفى بين جوانبه..و أصبحت الظلمة إنما تعنى لى اكتمال اللقاء..

حين تظلم السماء تضىء أرواح هؤلاء الذين يحملون النور فى قلوبهم..فتصبح مصابيحا يهتدى بها التائهون...حاولت أن تتحرر روحى لتضىء لك كما تضىء لى..

كل خطوة فى ذلك الطريق تذكرنى بك..و ربما كل شوء فى حياتى يذكرنى بك...و حين التقينا..حاولت أن أبث إليك بتلك المشاعر..إيمانا منى أن المشاعر تنتقل بين الأرواح دون حاجة للكلام..بحثت عن نظرة فى عينيك تنبادلها علنى أعرف بها أنها وصلت و استقبلها قلبك...بدأت بالكلام..بعض الأشياء ربما لا تصل كما يجب دون كلام..قلت بعض الكلمات التى لا معنى لها..و أنا كلى يقين أنك ستفهم..من أين أتى بكل هذا اليقين أنك تفهمنى..من أين عرفت حواسى أنى أفهمك أنا الأخرى دون كلام..

رغم أنى أحب صمتك..فهكذا عرفتك..حين تتوقف عن الكلام و تطلق لخيالك العنان ليأخذك إلأى تلك الدنيا التى رسمتها فى خيالك...فأرى تلك النظرة فى عينيك..تنظر بعيدا..فأرى تلك الدنيا من خلالك..و أصنع لنفسى وجودا فيها و لكنى دائما أختبىء هناك حتى لا ترانى فتظن أنى تطفلت على دنيتك الافتراضية.التى أحاها معك و كأنها حقيقية..بل و أؤمن بها..و مالها لا تكون حقيقة و أنت فيها؟؟!

و مع ذلك فأنا أفتقد كلامك..أفتقد السماع لحديثك..مراقبة حركاتك و أنت تتحدث حين تندمج فى الحديث..و تغير نبرات صوتك و أنت تتحدث..ثم سكوتك لحظات..و تنظر إلى تلك النظرة التى تدل على راحة و سعادة..ثم تكمل الحديث..و أنت تظن أنى لا أفهمك..لا تعرف أنى أفهم ما تقول و ما لم تقل..لازلت أذكر كل أحاديثنا..يالتفصيل..أتمنى أن تعرف ذلك..فأنا لا أجرؤ على قوله..لا أعرف لماذا..لم أتعود أن أطلب ذلك من أحد..أتمنى أن تعرف دونهم أنى أحبس الدموع و الضحكات التى اعتدت أن اطلقها و أنا معك فقط..لا أعرفربما أحسنت الإخفاء و لكننى ظننتك ستفهمنى..

لم أعد أتمالك قلقى و أنت بجانبى..يدفعنى القل أحيانا للبكاء..يحزننى أنك بجانبى تفصلنا بضعة خطوات و لا تسمع..لازلت حتى الأن..كلما فكرت فيك أشعر برقة فى قلبى..و سعادة..و راحة لم أعهدها إلا حينما كنت أصلى..و كأن روحى تجد فى شخصك وسيلة لتتصل بقلبى..و أتمنى أن تعرف يوما ما يحدث حين تتصل الروح بالقلب..تتفجر خلالها طاقى هائلة من الحب..تجعلنى فى حالة لا وصف لها سوى أنى أكاد أمسك بالنور..هل أمسكت بالنور من قبل؟؟هكذا أحببتك..

نظرت إلى السماء و رأيت فى دفىء ذلك اليل رأيت القمر هلالا..يشير إلى أعلى..تذكرت دعاء رؤية الهلال..فكرت فيك حينها..كم أن الهلال خط رفيع يكاد يكون غير مرئى..فيكتمل ليتناقص..فيكتمل..هكذا أشعر بجانبك..تزايد النور من حبى لك..فيتناقص ليزيد..ففى لحظة يصبح أقرب ما يكون إلى..هكذا أراك..

شعرت بشىء ما فى قلبى..قررت أن أقوله لك حين نلتقى..لم أجد كلمات تعبر عنه..تكنيت أن تجدها أنت حين ترانى..فطالما صغت كلماتى أحسن منى...

ها هى تمطر..أحب المطر فهو يهدىء النفوس ..و له رائحة لا تخطئها النفس..فتشعر بحرية و انطلاق..و له إيقاع مميز يسمعه من ينصت..و يرقص عليه قلبه..رقص قلبى..ثم سكن وحيدا..فها أنت..فما أن رأيتك..نزلت تلك الدعة..التى لا أعرف أهى حزن أم فرح..و لكنها اختفت بين قطرات الأمطار..

حبك هو الشمس..و القمر..هو السعادة..هو المطر..هو ببساطة..الحلم..هو بداخلى..الحقيقة..كل الحقيقة..

هناك تعليقان (2):